المشايخ ابن بيه والقرضاوي : الدعوات الى الغاء المواثيق الدولية فيها كثير من اللبس و المواثيق الدولية في مجملها لا شيء فيها
قال وزير العدل الموريتاني الأسبق الشيخ عبدالله بن بيّه: “هذه البيانات والدعوات إلي إلغاء العمل بالمواثيق الدولية والمعاهدات بين الأمم المتحدة وبين الدول فيها كثير من اللبس والمغايرة ، ولا نقاش حول أن الآيات التي تدعو إلي جهاد الكفار وقتالهم لاشك فيها“.
وأضاف: “هناك عشرات الآيات التي تقابلها تدعو إلي السلام، مثل قوله تعالي: ‘لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم’ ، وقوله تعالي: ‘يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعهود’ ، وقوله تعالي: ‘وإن جنحوا للسلم فاجنح لها’ وهذه الآية مكملة لآيات القتال ، وهي لا شك فيها أيضًا“.
وأردف ابن بيّه أنّ الحديث عن هذه القضية بهذه الصورة أمر يلبس علي العامة، وأنصاف المتعلمين ، فهذه المواثيق جاء الكثير منها بالسلام، ومعلومٌ أن دعوة الإسلام هي السلام، مشيرًا إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم قبل التفاوض في صلح الحديبية.
وفي سياق ذي صلة أعرب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي عن قناعته بأن المواثيق والعهود السارية علي العالم كله، وبما فيها دول العالم الإسلامي والعربي، في مجملها لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية لأنها تتحدث عن تنظيم العلاقات بين الدول، والحفاظ علي حقوق الناس، وحقوق الدول.
وقال القرضاوي: “هناك أناس من المسلمين يرون أن الدول الكافرة لا يصح التعامل معها وفق تلك المواثيق والمعاهدات الدولية. إلا أن المواثيق الدولية في مجملها لا شيء فيها لأنها تتحدث عن تنظيم العلاقات بين الدول، إلا ما فيما يتعلق ببعض الموضوعات الخاصة. مثل موضوع المرأة، والإرث. وهذه البنود تحفظت عليها كثير من الدول الإسلامية ولم تطبقها، وما يتفق مع أحكام الشريعة فإننا نأخذ به، وما لا يتفق معها فإنه يرد، ولا يتم العمل بموجبه”.