العلامة ابن بيه : في زمن الثورات على العلماء وضع قيم ومباديء ومعايير لركاب سفينة الأمة حتى تكون سفينة نوح الناجية لا سفينة تايتانيك الغارقة
اعتبر العلامة عبد الله بن بيَّه نائب رئيس اتحاد العلماء والمجلس الأوروبي للإفتاء أن الحديث عن مستقبل الأمة الإسلامية في ظل ما حدث ويحدث من ثورات، على ثلاثة اقسام : القسم الأول يتعلق بتمنيات وقسم يتعلق بنصائح واما القسم الاخير فهو تكهنات- قال الشيخ انه لايريد ان يدخل فيه – وانه يستغني عنه بقول الجن : {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} وتمنى ان يكون قد اريد بهذه الامة رشدا فهناك بشائر وخشى ان يكون اريد بها شرا فهناك كثير من الخسائر. على حد قوله.
جرافة ومهندس
وقال العلامة ابن بيه في ندوة يعنوان “مستقبل الأمة الإسلامية في الظروف الراهنة” أن المستقبل ستصوغه الأمة وفقا لقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته، مشيرا إلى أن الأمة شهدت عبر تاريخها نكبات وكبوات ونهضات وانتصارات خرجت منها نقية جميلة رافعة رأسها كلما كانت على علاقتها طيبة بربها.
وأطلق على الثورات بأنها «جرافة ومهندس»، فهي بلدوزر جارف لكل ما يقابله من فساد واستبداد وظلم. وتحتاج إلى مهندس يسوي الأرض ويبني ويشيد مكانها صروحا .
وأشار إلى أن بعض الدول شهدت تجريفا مر بسلام لكن البناء لم يبدأ بعد، ولعل خطوات البناء لم تحدد لأن المهندس ما زال في أول الطريق.
قيم مابعد الثورة
وتناول العلامة عبدالله بن بيه في كلمته بالندوة عددا من القيم التي يجب أن تسود البلاد العربية عقب الثورات حتى تتحقق التنمية الشاملة، وحتى ترسو السفينة الاسلامية على الجودي ولا تغرق كما غرقت تايتنيك .
ومن تلك القيم قيمة التواضع بين جميع القوى الحية في المجتمع ، مبينا أن الكبر كان السبب الرئيس في عدم سماع الحكام لشعوبهم وما يعانون منه.
ولفت إلى معضلة كبرى تعاني منها المجتمعات المسلمة، تتمثل في الانسداد والحواجز الفكرية التي تعطل طاقاتها. واعتبر الحوار بين أبناء الأمة أفضل وسيلة لفتح الانسداد ورفع الحواجز.وطالب اتحاد العلماء بأن يجمع تحت مظلته كل طوائف الأمة،ونصح بالتعاون بين أبناء الأمة محذرا من «تنازع البقاء» على حساب الآخرين، ودعا للتعاون على البقاء بدلا من التنازع والخلاف .ونوه العلامة ابن بيه إلى أهمية قيمة التعاون على البقاء في المرحلة المقبلة من أجل تحقيق التنمية الشاملة، بعد أن سادت البلاد العربية فكرة التنازع على البقاء والتي تؤدي الى الفناء، فيجب على الأمة أن تبحث عن المشتركات وهي كثيرة جدا.
ونبّه العلامة بن بيه إلى أهمية قيمة العفو والتسامح في تحقيق التنمية الشاملة، ضاربا المثل بما حدث يوم فتح مكة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مكة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، ومثلا اخر جديث وهو تجربة جنوب افريقيا بعد انتهاء الحقبة العنصرية . وأكد أن النظر يجب أن يكون لمستقبل الأمة لا لماضيها، وتطبيق قاعدة (العفو عما فات والنظر لما هو آت) وأن النظر للوراء يجب ألا يكون إلا بالقدر الذي يصحح المستقبل .
مابعد الديموقراطية
وفي ختام كلمته شدد العلامة بن بيه على أن مستقبل الأمة زاهر إذا استطاعت تحقيق العقد الاجتماعي الإسلامي بين الحاكم والمحكوم الذي يقوم على مفاهيم العدالة والإنصاف والأخوة الإسلامية لا على العقد الذي يقوم بنسبة الـ 51%،
مؤكداً أن ديمقراطية الأغلبية لـ (%51) من الشعب على حساب %49 لا تصلح للدول القبلية لأنها تعني الحرب .وأقترح الديموقراطية زائد الأخوة والعدالة والإنصاف.وأن هذه المفاهيم إذا سادت فإنها كفيلة بتحقيق نهضة الأمة خلال 20 عام.