افتتحت اليوم الأربعاء بمقر المركز العالمي للتجديد والترشيد في نواكشوط ندوة حول الأقليات غير المسلمة في البلاد الاسلامية منظمة من طرف المركز العالمي للتجديد والترشيد .
وتهدف هذه الندوة -التي تدوم يوما واحدا- الى تدارس وضع الاقليات غير المسلمة في البلاد الاسلامية من حيث وجودهم وحقوقهم وواجباتهم، من خلال السعي الى وضع تصورات شاملة تنظم حياتهم وعلاقتهم بالمجتمعات التي يوجدون بها في الظلال التغيرات الحادثة في المنطقة ووصل القوى الاسلامية الى اللسلطة او المشاركة فيها في بعض الدول.
وأوضح رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد الشيخ عبد الله بن بيه، أن العالم اليوم يحتاج إلى تطبيق الإسلام وخاصة في وقت تغص فيه الدول بالثورات والحركات التي قد تكون حقيقية في داخلها وقد تكون مصطنعة بقصد أهداف أخرى .
وأضاف أن الإسلام -الذي يحقق العدالة – هوالذي يحافظ على الحقوق ويعيدها إلى أصحابها في ظل عدله الأزلي الشامل الذي لايفرق بين شخص وآخر.
وبدوره اكد وزير الشؤون الاسلامية الموريتاني السيد احمد ولد النيني في كلمة له بالمناسبة أن تنظيم هذه الندوة يأتي امتدادا للبعد الدعوي الشنقيطي المعتدل الذي عرفت به بلادنا على مر العصور .
وقال إنه لايخفى ما في شريعتنا السمحة من تكريم للانسان وحماية لحقوقه وانفتاح متواصل في مرونة مقاصده تمكن من التعامل مع مختلف مستجدات العصر في كل الازمنة والامكنة“.
وأشار وزير الشؤون الاسلامية إلى أن هذه الندوة التي هي إضافة نوعية ونظرة استشرافية ستمكن من وضع تصور كامل لما نصبو اليه.
واعتبر وزير الاوقاف التونسي الدكتور الخادمي؛ ممثل بلاده في الملتقى، أن علماء الامة الاسلامية يسعون الى “تأسيس منهج سلمي علمي وإجرائي يشكل اطارا للتعايش ما بين مكونات العالم، بما يضمن حوارا دائما بين البشرية لتكريس حياة يطبعها التعايش السلمي”.
وأضاف الخادمي أن هذ اجتماع في نواكشوط يمهد لاجتماعين آخرين في الخريف القادم “سيمكنان من تعميق النقاش والبحث في إطار علمي انطلاقا من روح التجديد في الفكر الانساني، ومن حيث أن التجديد هو إرجاع الامر إلى أصله“.
وأشار إلى أن البشرية باجمعها “بحاجة الى ضبط المفاهيم والسلوكيات لكي تتعايش في سلام وامان، ولكي يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان العالم يسع جميع سكانه”.
وقد تخللت فعاليات افتتاح الملتقى مداخلات ممثلي الوفود المشاركة وتركزت في معظمها على ضرورة فهم المقاصد في اطار بناء علاقة احترام ووئام بين سكان المعمورة.
يشار إلى أن الملتقى يشهد مشاركة عربية ودولية واسعة حيث حضرت شخصيات علمية وسياسية من بينها الوزير أحمد توفيق؛ وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف في المغرب، وأحمد ولد النيني؛ وزير الشؤون الإسلامية في موريتانيا، والدكتور الخادمي؛ الوزير التونسي للشؤون الدينية، بالإضافة إلى مبعوث الرئيس الامريكي الى العالم الاسلامي السيد رشاد حسين ووزير العدل البريطاني الاسبق المسلم مالك شاهد..