تحت رعاية معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل نظم مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة صباح اليوم الأحد بمبنى المؤتمرات بالجامعة محاضرة بعنوان (فقه الواقع والمتوقع-تأصيلاً وتفريعاً) ألقاها معالي العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيّة.
وقال فضيلته أننا في عصر بلغ من التقدم والتطور أوجه ولكن شريعتنا الإسلامية مطهرة وصالحة في كل زمان ومكان وبين فضيلته أن أن الواقع لا يكون دائما واضحا وضوح الفجر الصادق؛ ولكنه قد يكون مغلفا بغلالة من غسق ظلام الشك والتشاكك تفتقر إلى تسليط مصابيح الفكر مفعمة بضياء التجربة والخبرة لتبديد حلك الظلمة بنور اليقين الساطع والحقيقة الواضحة.
وعرف العلامة ابن بيه الواقع أنه واقع الشيء إذا تحقق أو الوجود الحقيقي في مقابل الوهم والخيال، بينما المتوقع هو قرين الواقع ويعني استناد الإحكام إلى المستقبل ، أما الواقعة فهي النازلة الشديدة،وأننا إذا أردنا أن نعرف واقع شي يجيب أن نجيب على الأسئلة الخمسة أو بعضها وهي ماذا،لماذا،وأين،ومتى،وكيف.
وتسائل العلامة عبد الله بن بيه عن نوع الواقع، الذي يبحث عنه الفقيه ولماذا يبحث؟ مجيبا على ذلك بقوله : ” إنه الواقع الذي يحقق العلاقة بين الأحكام وبين الوجود المشخص لتكون كينونتها حاقة فيه أي ثابتة ثبوتاً حقيقيا يتيح تنزيل خطاب الشارع على هذا الوجود سواء كان جزئيا أو كليا فرديا أو جماعيا”
وبعد أن عرف معالي الشيخ ابن بيه التوقع قسمه الى اربعة اقسام وهي:
– توقع كواقع وهو إناطة حكم شرعي لحدث مستقبلي في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
– توقع له علاقة سببية بتصرفات المكلفين فيبني المفتي فتواه على ما يحقق مصلحة أو يدرأ مفسدة في المستقبل
– توقع افتراضي أو افتراض لمسائل غير واقعة، وقد لا تكون متوقعة قريبا لإصدار أحكام اجتهادية فيها؛
– التوقع الذي يسمى الترقب عند المقري والزقاق وغيرهما.
وتناول فضيلته تحقيق المناط وهو البحث عن الواقع وبذلك فهو وسيلة لتنزيل الأحكام الشرعية على الوقائع ومحقق المناط يجب أن يكون يقظا، وعلى علم أولا بأنه ليس كل فعل مطلوب بأصله ولا بد أن يوازن بين المصلحة المتأدية من هذا الفعل وبين المفسدة التي قد تترتب عليه.
ورشح العلامة عبد الله بن بيه مجالات تحقيق المناط في فقه الواقع والتوقع وهي المجال الاجتماعي والاقتصادي ومجال الأقليات الإسلامية .
وبين فضيلته إنَّ هذه الأمة بحاجة ماسة لمراجعة مضامين شريعتها في كليها وجزئيها؛ لتعيش زمانها في يسر من أمرها، وسلاسة في سيرها، في مزاوجة بين مراعاةالمصالح الحقة ونصوص الوحي الأزلية.
وشهدت المحاضرة تفاعل الحضور من الأساتذة وطلاب الدراسات العليا.
قدم المحاضر عميد مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة الأستاذ الدكتور عياض بن نامي السلمي الذي رحب بفضيلة الشيخ في رحاب الجامعة وقدم نبذة عن سيرته وبين أن الهدف من المحاضرة توسيع دائرة الحراك الثقافي وتصحيح بعض المفاهيم وما يصيبها من الغبش.