ارشيف ل March, 2009

بقية من السلف …

ضمن جمع من طلبة العلم، سعدت بدعوة كريمة من مركز دراسات مقاصد الشريعة الاسلامية الذي اسسه مؤخراً معالي الشيخ أحمد زكي يماني جزاه الله خيراً، وذلك للاستماع لمحاضرة قيّمة عن فقه المقاصد، نشأته وأطواره ومفهومه وتطبيقاته ومدارسه، والائمة الأعلام الذين كان لهم فضل تأسيسه وارساء قواعده ومعالمه، يلقيها شيخنا الجليل العلامة عبدالله بن بية، ولقد كان من اكتمال الفضل والأجر أن كانت المحاضرة في مكة المكرمة، وفي قاعة المحاضرات الفاخرة في مبنى مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا على مشارف البلد الحرام.


ارتجل شيخنا المحاضر ثلاثة أرباع المحاضرة، في لغة جميلة وتدفق سلس، وتمكّن نادر من النصوص تعين عليه ذاكرة حافظة وعقل مستوعب، وبقدر إعجاب المرء بكل ذلك، فقد كان جديراً بالاعجاب أيضاً قدرة الشيخ المحاضر على تبسيط مادة فقهية شديدة التعقيد، موغلة في التخصص الدقيق، لجمهور معظمه ليس من طلاب العلوم الشرعية، وذلك دون اخلال بالمادة العلمية، أو خروج عن المصطلحات الفقهية، لقد كنا في الواقع أمام مثل كريم لعلماء السلف الصالح في موسوعية علمهم الذي يحملونه في صدورهم فتتدفق به ألسنتهم، مع إدراكهم لوقائع عصرهم، وعظيم إلمامهم بكل مستجدات زمانهم وأحوال مجتمعاتهم، في زمن كثر فيه اجتراء أشباه المتعلمين على الفتيا، والخوض في دين الله والجدل في آياته سبحانه، بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

***

ومن خلال ما أفاض به شيخنا الجليل من أقوال الأئمة والفقهاء حول فقه المقاصد على مر القرون، وجذور اختلافهم ومواضيع حواراتهم، ترتسم أمام المستمع صورة كريمة رائعة لعظمة ثقافة الاختلاف التي أرساها الشرع الحنيف في جوهر الحياة الفكرية والثقافية للامة، وأرسى بها حرية الرأي وفتح أبواب الاجتهاد وأعلى من قيمة العقل وأكد كرامة الإنسان.


إن دراسة فقه مقاصد الشريعة الغّراء، تُعتبر أساساً لا غنى عنه لفهم مراد الشارع الحكيم، واستنباط الاحكام من النصوص الشرعية (القرآن الكريم والسنة المطهرة) ومدخلاً لاستيعاب اجتهادات الأجيال المتعاقبة من فقهاء الإسلام عبر العصور، والتي بنيت في غاياتها النهائية على تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم، وبذلك يكون فقه المقاصد شاهداً على عظمة الشرع وكونه مرجع الامة وهاديها الذي يحقق مصالح العباد ويلبي احتياجاتهم في كل زمان ومكان.


لقد كتبت منذ عام، عن مركز دراسات فقه مقاصد الشريعة، والغايات التي يستهدف تحقيقها، والمهام التي يسعى لإنجازها (المدينة 28/3/1426هـ)

وقد كانت المحاضرة الأولى في سلسلة محاضرات هذا المركز لأستاذنا الدكتور محمد سليم العوا عن تطبيقات فقه المقاصد في التشريعات المعاصرة، ثم كانت محاضرة شيخنا الجليل عبدالله بن بية في مكة المكرمة هي الثانية، وأرجو أن تستمر هذه المحاضرات ونشاطات هذا المركز الهام الذي يأتي تأسيسه في وقت الأمة أحوج ما تكون اليه.

العلامة عبد الله بن بيه – سفير العلماء

 

فى جولاته المكوكية يقوم العلامة الفقيه الشيخ ” عبد الله بن بيه ” بدور المرسخ للوجود الإسلامي في الغرب – فهو معروف فى الغرب بقيادته للأصوات التى تنادى بدمج المسلمين فى المجتمع الغربى مع الحفاظ على الهوية الإسلامية و كذلك استيعاب الغرب للمسلمين فى ظل بيئة يتهم فيها الإسلام أحيانا بالإرهاب و أحيانا أخرى بالتقوقع و الانغلاق ,  و لا يتوقف الامر عند ذلك بل يؤكد فضيلته فى كل محطاته الدولية على أهمية تكامل الحضارات و ليس صدامها كما يروج لها البعض و أهمية التفاهم مع الآخر , و من هذا المنطلق كانت زيارته للمملكة المتحدة فى إطار دعمه المتواصل للأقليات المسلمة فى الغرب .. حيث التقى الشيخ ” عبد الله بن بيه ” مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط و الكومنولث و الخارجية ” كيم هاولس ” و رئيس شرطة بريطانيا و العديد من الشخصيات المؤثرة فى المجتمع البريطانى بالإضافة الى محاضرات فى ” مجلس اللوردات البريطانى ” و ” وزارة الخارجية البريطانية ” و لقاءات تشاورية مع قيادات المسلمين فى بريطانيا .

 

لقاءات ونقاشات

شدد الشيخ ” عبد الله بن بيه ” نائب رئيس الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين فى محاضرة هى الأولى من نوعها في البرلمان البريطاني على ضرورة التفاهم بين الشرق و الغرب بحكم التقارب الجغرافى و كذلك إسهامات الحضارتين و مدى التكامل الذى يجمع بينهما .

و أردف قائلا أن هناك تعريفات لكتّابٍ غربيين تقترب كثيراً من التعريف الإسلامي مع فروقات يسيرة بينهما ، و أفاد أن المشترك بينهما أن كل التشريعات و القوانين مبدأها و هدفها هو خدمة مصالح العباد و هذا الأمر مشترك بين جميع التشريعات مع اختلافها في تطبيقه ، ثم انتقل إلى القوانين و التشريعات في الإسلام فقال أنها تستند و لا شك إلى القرآن و السنة و أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان هو المرجع في القوانين في حياته الشريفة ، وأرد الشيخ قائلاً: بعد ذلك جاء الصحابة فبدئوا في سن القوانين مستعينا ً بالرأي عند فقد الدليل من الكتاب أو السنة ضارباً لذلك مثلاً بقضية أرض السواد أيام أمير المؤمنين عمر .

 ثم انتقل في عجالة إلى مراحل الجمع و التدوين و مراحل التأويل و اختلاف المدارس بين من يقدم المقصد على النص و من يتمسك بحرفية النص ، مشيراً إلى أن في الإسلام استخداماً و تمكينا ً للجهد البشري في صناعة النصوص إذا لم يتعارض مع المباديء و المقاصد العليا للشريعة ، ختم الشيخ محاضرته بالتذكير أن القوانين الإسلامية كانت متقدمة و معتنية بحرية الفكر و المعتقد لدرجة أنها سمحت أن يكون هناك في داخل الدول الإسلامية محاكم للأقليات اليهودية و المسيحية و هو شيء لم يصله التشريع الغربي إلى الآن .. و أردف الشيخ زياردته بزيارة إلى مجلس اللوردات حيث كان في استقباله اللورد أحمد أحد أعضاء المجلس .


اجتماع مع رئيس الشرطة

 ” مرحبا بالضيف الكبير ” هكذا استقبل رئيس شرطة بريطانيا السير ” إيان بلير ( و هو أهم شخصية أمنية في بريطانيا ) , و بدأ رئيس شرطة بريطانيا فى عرض  نشاطات الشرطة فى تقريب وجهات النظر مع المسلمين بجميع توجهاتهم و شرح لفضيلته دور الشرطة فى حماية شرائح المجتمع البريطانى و من بينهم المسلمين .. إلا ان الشيخ طلب منه خلق جو متكافئ بين هذه الشرائح و كذلك إشراك كافة عناصر المجتمع و عدم تهميشها , و لا يتوقف الامر على ذلك بل هناك ضرورة كبيرة لإبراز أهمية دور العائلة و جعلها ركيزة أساسية لحماية الشباب من التطرف او الانحراف .

و أضاف الشيخ قائلا فى اجتماع مطول مع رئيس الشرطة البريطانية  ” ان الشرطة يجب ان تولى أهمية كبيرة فى الحوار مع الشباب و تثقيفهم لأن الشباب أساس العلاقة فى المجتمع ” .

 

الآلاف في ” أدب الاختلاف “

و فى محاضرة بعنوان ” أدب الإختلاف ” قام فيها الداعية الأمريكى المعروف حمزة يوسف بدور المترجم , حيث جمع اللقاء بين الشيخ عبد الله بن بيه و عدد كبير من المسلمين و غير مسلمين فى قاعة بقلب بريطانيا قال أحد الحضور انها امتلأت عن آخرها .. حيث بدأ الشيخ المحاضرة بالتذكير بأن الاختلاف هو من طبيعة الحياة و سنن الله في الكون ، فلكل شيء في الكون تميزه الذي يجعله منفردا ً ، و كما تختلف أذواق الناس و مشاربهم و ألوانهم فكذلك تختلف أفهامهم و آرائهم ، ثم عقب الشيخ بذكر أمثلة من اختلاف الصحابة و السلف وكيف أنه كان اختلافاً ” حميدا ً ” ، لما يتوافر في من صفاء للنفس و تخلص من حب الانتصار للهوى و بحث صادق ٍ عن الحق .بعد ذلك تحدث الشيخ عن أسباب اختلاف العلماء و رده أساسا ً إلى جملة أمور ٍ منها : الإختلاف في تأويل النص و فهمه ، و الاختلاف في الإسناد و المتن بالنسبة للحديث ، و تطبيق القواعد الفقهية إلى غير ذلك من العوامل التي يعرفها المختصون ، و ختم الشيخ محاضرته بنصيحة للمسلمين في بريطانيا باتساع الصدور و قبول الاختلاف الذي يسنده دليل و تعضده حجة ، و التماس العذر لبعضهم البعض حتى يتضامنوا مع بعضهم و ينفتحوا على غيرهم ، بعد ذلك فتح المجال للأسئلة و أجاب عنها الشيخ  .

 كما قام الشيخ الثلاثاء بزيارة للكلية الإسلامية في لندن و كان في استقباله إدارة الكلية و طلابها ، و قد قام الشيخ رفقتَهم بجولة تعريفية في مرافق الكلية ، و بعد ذلك ألقى الشيخ كلمة عن منهجية التعامل مع القرآن و أهمية استشعار عظمته ، ضارباً امثلة من تعامل سلف الأمة مع كتاب الله و اهتمامه بحفظه و معرفة معانية و إتقانه لفظا ً و معنى .

 

لقاء مثمر مع المدعى العام البريطانى

و فى لقاء وصف بالمثمر أكد الشيخ العلامة عبد الله بن بيه  على أهمية ” فهم الغرب للمسلمين و للحضارة الإسلامية ” و ذلك فى مستهل زيارته للمملكة المتحدة و فى لقاءه مع المدعى العام البريطاني ” مايك أوبراين   ” وهو أعلى شخصية قضائية في بريطانيا ) ”  قال الشيخ بن بيه ” ان الجسور لا تبنى إلا بالحوار و فهم الآخـر ” و ضروري ان يبادر الغرب للتعرف على المسلمين و احتياجاتهم و الاعتراف الكامل بوجودهم و تأثيرهم فى المجتمع البريطاني ..  و امتد الحوار مع ” أوبراين ” فى قضايا فرعية و أساسية حول المسلمين و ضرورة استيعابهم و تطوير العلاقة معهم ..


فى الختام مانشستر وليفربول

و فى ختام جولاته القى الشيخ بن بيه محاضرتين اخريين في ختام زيارته في كل من مانشستر و ليفربول شاركه فيها كل من الشيخ زيد شاكر والداعية الإسلامي حمزة يوسف حيث حث الشيخ المسلمين على تماسك بدينهم وهويتهم مع الاندماج في مجتمعهم البريطاني في نفس الوقت . موضحا ان الاسلام دين عالمي وانه يحث إتباعه على التفاعل الحضاري مع الحياة بعيدا عن الانغلاق والتزمت والعزلة.

و من هذه اللقاءات يتضح لنا أمرين : أولها إقبال الغرب على التعرف على المنهج الوسطى و قيادات التيار الإسلامي المعتدل ,  ثانيها خط سير هذا التيار هذا الخط الممثل فى تحركات بعض قياداته العالمية أمثال الشيخ القرضاوى و نائبه عبد الله بن بيه , و بلا شك لن تكتمل رغبة الغرب فى التعرف الكامل على المسلمين الا من خلال فكر قادتهم , و كذلك لن يكتمل اندماج المسلمين فى المجتمع الغربي إلا بإرشادات و توجهات هذه القيادات .


 

أبيات للشاعر الدكتور عادل بن احمد باناعمة

إلى شيخِ الأمّة

الإمام العالم العامل العابد الزاهد [ أحسبه كذلك ]

معالي الدكتور عبد الله بن بيّه

متّع الله به

 

قال لي صاحبي : أراكَ شروداً

تعمل الفكر ممعناً في رويّهْ 

قلت : أستمطرُ المعاني ، وأجري

خلف عصماء من قصيدي أبيّهْ

كلما رُمْتُها تناءت وفرّتْ

في زوايا من الفؤاد قصيّهْ

قلت : عهدي بك المطيعةَ تُرضيـ

ـن غروري وتحسنين التحيّهْ

عطّري الشيخَ بالعبير ، وفيضي

برؤى الحسن والحروف البهيّهْ

حدّثي الكونَ عن عجيبِ تقاهُ

عن سنا وجهه ونبل الطويّهْ

عن قيامٍ به تضيء الليالي

ومقامات ذي اجتهادٍ سنيّهْ

عن علومٍ ألقت إليه المقاليـ

ـد وعاشت في جانحيه رضيّهْ

حدّثي عنه قائدا ذا نبوغٍ

وسياسيّ حكمةٍ مغربيّهْ

أنت لا تعجزين عن مدح شخصٍ

فأجابت : إلا الإمام ابن بيّهْ

سعادة الدكتور حامد الرفاعي

 

الشيخ عبد الله رغم أنه حجة  في المذهب المالكي إلا أنك تراه على إحاطة كبيرة  ودقيقة بكل مذاهب الفقه الإسلامي وإذا جلست معه تعالج   قضية من قضايا العالم الإسلامي لا تكاد تحس أن هذا الرجل يتحدث بمذهبية إنه   ينحاز لمصلحة الأمة ويبحث عن حلِّ لهذه المصلحة من خلال تراثنا الفقهي المتكامل وهذه القضية قلما تجدها عند عالم في تاريخنا المعاصر وللأسف إن كثيراً من علمائنا حجزوا أنفسهم في جدران مذهبيتهم أو حتى في جدران فرع مدرسي من فروع مذهبية فكان هذا الشتات الذي ترون على الساحة الإسلامية .


الشيخ عبد الله بن بيّه بدبلوماسيته الرائعة وسياسته المتمرسة كان دائما  بفضل الله تعالى – وقد رافقته في كثير من الأسفار – ذاك الرجل الذي إذا تحدث أصغى إليه الجميع لأنه يتحدث من القلب إلى القلوب .

في أفغانستان كنت كذلك برفقته  برفقة متواضعة وأؤكد على كلمة المتواضعة لأنني متدرب إلى جنبه وإلى جنب نشاطه  وقدراته وكفاءاته وكان بفضل الله تعالى أن استفدت كثيراً طرح طروحات كثيرة على الساحة الأفغانية وكان كل مرة يقدم لهم أطروحة ونظرية وحلاً فبدأنا – أو بدأ فضيلة الشيخ ونحن إلى جانبه- في نظرية التوحيد ونظرية اتحاد ونظرية تنسيق ثم أخيراً – وبعد أن تعب وتعبنا إلى جانبه – طرح نظرية تنظيم الخلاف وهذه النظرية لها تفصيلاتها ولها فلسفتها عنده.


كنت أتمنى أن يكون عندي وقت لأطرح بعض الجوانب التي لمستها واقتبستها وتعلمتها في مدرسة معالي الشيخ وأختم حديثي بطرفة  صغيرة في إحدى أسفاري بصحبة الشيخ – الذي كان يعتاد أن يسافر بدون استعداد متميز للسفر ويحتذي في قدميه الزحافة الموريتانية- فكنا في الدرجة الأولى وأثناء نزول الطائرة يبدو أن هذه الزحافة انزلقت فدخلت تحت المقاعد والوفد رسمي والجهات الرسمية تنتظر رآني الدكتور عبد الله نصيف أبحث تحت المقاعد فقال عم تبحث ؟ فقلت له حذاء الشيخ فوضع الدكتور عبد الله الشنطة من يده – وهو الجوال المتمرس في البحث -فبدأ يبحث تحت المقاعد فوجد الزحافة قد انزلقت إلى آخر مقعد فانتزع الحذاء تكريما للشيخ عبد الله بن بيه   وانحنى معالي الدكتور عبد الله نصيف تحت قدم الشيخ فوضع  الحذاء فقال الشيخ : عفواً أستغفر الله  فيرد معالي الدكتور نصيف : إنه يشرفنى أن  أكون خادماً للعلماء وأنت على رأس هؤلاء العلماء.

 

 

فضيلة الشيخ الاديب أبو تراب الظاهري- رحمه الله




 

حيِّ يا أيها القريض بن
بيّا
عالم
فاضل جليل المحيا
حيِّ فيه العلوم تقطن
صدراً

     لمعت منه أنجما
كالثريا

 فاق أقرانه بقوة حفظ أللته
المتون تترى تليا
 بذل الجهد حيث أحرز سبقا وإلى
اليوم لا ينيخ المطيا
 يسهر الليل كي يحل عويصا ثم
يبدو للناظرين ذكيا
فطنا حاذقا نبيها لبيباً فارهاً
ماهراً حصيفاً كميا
ينهل الطالبون منه دروسا فعلى
نهرها تراهم جثيا
 رب بحث جلى الغوامض منه  وسرى
في حجاهمُ كالحميا
روضه هادل الثمار نضير  طاب
ذوقاً وطاب قطفا جنيا

 

معالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي

إن هذا الرجل المكرم اليوم رجل يؤثر التواضع إلى درجة الانزواء في الأعماق بحيث لا يصل إليه إلا غواص ماهر فنان.

الشيخ ابن بيّه فقيه متميز وحافظ إمام وهو أديب شاعر

هذه كلمة موجزة عن جانبه الفكري إذ لا يتسع الظرف للإطالة أما جانبه الخلقي فقد ألمحت إليه إلماحة عابرة حينما ذكرت تواضعه.


وهو بعض خلقه الرضي و إلا فقد وهبه الله ثروة من مكارم الأخلاق يهنأ عليها فليباركها الله وهي أخلاق تجعله نعم القدوة ومع كل تعلق علامتنا بالتراث ومعايشته له فإنه واسع الأفق يدرك ما يلم بهذا العصر العجيب من ملابسات فلا يقف أفقه الواسع عند حد ضيق من الثقافة والفكر وقد استطاع بكل مميزاته ومواهبه أن يكون محل التقدير المبكر فوصل إلى درجة الوزارات في بلده ولكنه استطاع أن ينسى هذه الحقيقة وأحسبه يحاول أن يجعل الناس ينسوها أيضاً فلا تجد في جبته وتحت عمامته إلا ذاك الفقيه المتواضع الحي الذي يهب الناس الحب وهل أعظم من أن يستطيع المرء أن يهب الناس الحب .


أيها الشيخ هذا الإيجاز العجل لا يصل إلى ما أرجو من إيفائك حقك من الثناء ولكنه يحاول أن يقدم إليك باقة من التحية الصادقة  مني ومن عارفي فضلك ونبلك مع أجمل الحب وشكراً لكم.