ارشيف ل February, 2009

وما هي الغاية من التواصل؟

تحدثنا في المقال السابق، وسنتحدث في بعض المقالات اللاحقة، عن هموم وشجون التواصل بين الحضارة الاسلامية والحضارات الاخرى.


وفي هذا المقال نسأل: ما الغاية من التواصل؟!


إن الغايةَ من هذَا التواصلِ هو البحثُ عن نقاطِ الالتقاءِ عن طريقِ المنطقِ والعقلِ والفهمِ ، للوصولِ إلى أرضيةٍ مشتركةٍ تعتمد على المصالح المتبادلة، تكشف عن زيف رواسب التعصب التي تشوه صورة الإسلامِ والمسلمين.


والغاية الأخرى هي المثاقفة، والتلاقح الفكري الذي يسمح بالتأثُّر والتأثير، وليحلَّ التسامح محلَّ نظرة الاستعلاءِ والتفوقِ لدى قطاعٍ كبيرٍ من قادةِ الفكر في الغرب، وهي نظرة تتلخص في إقصاء الآخر، كما شرحتها الكاتبة الفرنسية صوفي بسيس في كتابها «الغرب والآخر».


كما أن من شأنه أن يخفف غلواء دعاة صدام الحضارات ويزيل النظرة الغالية لدى قطاع من المسلمين يعتبر الغرب كله شيطاناً ميئوساً من صداقته مردوداً على كل أطروحاته حتى ولو كانت مفيدة للإنسانية.


ونتيجة لهذه النظرة الاستعلائية يحاول الغرب جاهدًا أن يفرض رؤيته على الآخرين، ولا يعترف بحقِّ التنوعِ والاختلافِ، ومن لم يقبلْ بذلكَ فهوَ من معسكر الشرِّ ، لأنَّ العالمَ ينقسم إلَى أخيار وأشرار.


وعلى هذا الأساس تقوم فكرة صراعِ الحضارات التي تعتبر الإسلام هو الحضارة الوحيدة التي لا تزال العصيَّة على الاحتواء الغربي وعلى الحداثة. كما يقول فوكوياما، وهو لا يختلف في ذلك عن صاموئل هانتنغتون.


إنَّ الإيحاءَ بحتمية الصدامِ نتيجةَ تنوُّع الحضاراتِ إنما هو دليل على فشلِ إحدى الحضارتينِ في أنْ تدركَ أهميةَ الاعتراف بحّق التنوع وهو الحق الذي سيكونُ أساسًا للحوارِ ووسيلةَ التعارف.


وهكذا فإنَّ مفهومَ التواصل يتقدَّم ليواجه مفهوم الصِّدام، ولقد اخترعت بعض الدوائرِ الغربية ما سمَّته «الحوارِ النقدي» مع بعض الدول الأخرى.


فالهدف الأسمى من الحوار والتواصل هو إيجاد خرْقٍ في جدار هذا التصور الغالي المتطرف، الذي لن يؤدِّي إلاَّ إلى تطرِّف وغلوٍّ وصدام، ففي المثل: من يزرع الريح لن يحصد إلاَّ العاصفة.


إنَّ أوضح مثالٍ على هذا التباينِ هوَ موقفُ الكثيرِ منَ المثقفينَ في الغرب منَ الرسومِ الراميةِ إلى الإساءةِ إلى صورةِ سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإنَّهم إذَا لمْ يؤيدوا الإساءةَ صراحةً فإنَّهم يمتعضون منْ ردِّ فعل العالمِ الإسلاميِّ، ويعتبرون أنَّ ما تقوم به الصحيفة أمرٌ طبيعيٌّ يدخل في حرية التعبير.


كما أنَّ سلوك بعضِ المسلمين في هذه الحادثة المتسم بالعنف لا يخدم قضية التواصل.


إن عمليةَ التواصلِ ستحاول تجاوز الحاجزِ النفسيِّ والثقافيِّ ومدِّ الجسورِ بين الحضارات، لتقديم البدائل المتاحةَ عنِ الصراع الدائمِ والعقيمِ في نفسِ الوقت.


ما هي الخطوات: تتمثل هذه الخطوات في خمس، نتحدث عنها في المقال المقبل.


*المصدر:جريدة الشرق الأوسط(الخميـس 22 صفـر 1427 هـ 23 مارس 2006 العدد 9977)

طبعة جديدة من الرسوم المسيئة!

 

لم تمض إلا أشهر يسيرة على الرسوم الدنماركية السيئة السمعة حتى ظهرت طبعة جديدة لهذه الرسوم، لكن الرسام في هذه المرة لم يكن صحفياً مغموراً بل كان رجلاً مشهوراً بل هو أكبر رجل دين في الغرب فهو رئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا بنديكت السادس عشر الألماني الأصل الذي طلع على العالم في محاضرة في جامعة بالمانيا باقتباس لكلام الامبراطور مانويل الثاني البيزنطي ينال فيها من الإسلام ونبيه ويكيل الاتهامات جزافاً، مركزاً على مفهوم الجهاد الذي ادعى أنه إكراه للناس على اعتناق الدين الإسلامي. مؤكداً منافاة ذلك للعقلانية بطبيعة الرب.

مضيفاً إلى ذلك مقولة المشيئة المطلقة للرب جل وعلا والتي بمقتضاها حسب زعمه واستشهاده بكلام منسوب لابن حزم الظاهري بأنه يجوز أن يأمر الباري بعبادة الأوثان.


هذه الفقرات من المحاضرة أثارت ما كان يتوقع أن تثيره من ردود فعل ساخطة في العالم الإسلامي ومتأسفة أحياناً في العالم الغربي وأثارت الكثير من الدهشة والاستغراب والتساؤلات.


لكن التساؤل لم يكن موجهاً إلى المضمون بقدر ما كان موجهاً إلى الدوافع والغايات بالنظر إلى ما يكتنف المحاضرة من بيئة عالمية مأزومة وقرائن حافة تجعل للكلمة الأثر والخطر وبخاصة إذا صدرت عن مرجع من أكبر المراجع الدينية في العالم وأكثرها أتباعاً وحضوراً في صياغة العلاقة بين الدين والسياسة على الساحة الدولية.


مما يرجح فرضية اندراج تصريحات رئيس الكنيسة الكاثوليكية في سياق الحروب التي تشنها قوى غربية في مناطق من العالم الإسلامي تحت عنوان مكافحة الإرهاب بل يوفر بُعداً دينياً لهذه الحروب وإنها لا تعدو أن تكون نسخة من الحروب الصليبية مكررة بوجوه أخرى وتبريرات تخفي النوازع والدوافع الحقة لها وأن البابا يحي سيرة سلفه البابا بربان الثاني آمر الحروب الصليبية الأولى 1096م.


ذلك واحد من بين تفسيرات أخرى لا تنأى كثيراً عن إشكالية العلاقة بين الإسلام والغرب ومنها أن تزايد أعداد معتنقى الديانة الإسلامية في ديار الغرب يقلق البابا ولذلك لابد من توتير العلاقة مع المسلمين وشيطنتهم في أعين المسيحيين لكبح تطلعهم إلى هذا الدين الذي لا يفقد حيويته على كر الزمان ويستعصى على الادماج والذوبان فيكون خطاب البابا موجهاً إلى العلاقة بين الغربيين والأقليات المسلمة في هذه الديار.

إذا كانت هذه الاعتبارات غائبة عن ذهن البابا الذي أكد فيما بعد أنه لم يكن يريد الإساءة إلى الإسلام فإنها لا يمكن أن تغيب عن أذهان العالم الذي يتابع وتابع أحداث استعمال الذخيرة الحية من حدود باكستان إلى فلسطين.


وإذا افترضنا أنه لم يكن يريد الإساءة إلى الإسلام فماذا كان يريد؟ هل كان البابا يجهل مآلات تصريحاته على التعايش بين المسلمين والمسيحيين في اندونيسيا ـ أكبر بلد مسلم ـ التي اعتنقت الإسلام منذ مئات السنين بالدعوة الحسنة دون أن يرفع فيها سلاح وعلى لبنان حيث يتعايش المسلمون والمسيحيون منذ ألف واربعمائة سنة وعلى نيجيريا وكل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.


لقد شجبنا دائماً تلك الفتاوى المتعصبة التي تدعو إلى الكراهية وتصب في جدول الإرهاب من شيوخ مسلمين لا ينظرون في مآلات فتاواهم وعواقب أقوالهم فنحن اليوم أمام فتوى شيخ الكنيسة الأكبر وهي فتوى لا تعالج داء الإرهاب ـ الذي ندينه بكل قوة ـ بالتأكيد ولا تشجع على الحوار الذي لاحظنا تراجع أسهمه منذ اعتلى الباب بنديكت كرسي البابوية وقد اشتركنا في بعض دورات الحوار بعد توليه سدة الفاتيكان فواجهنا منطقاً غير مقبول مما حملنا على الاعتذار عن اجتماع دعت إليه منظمة سانت جيديو النشطة في شهر فبراير الماضي.


عواقب هذه التصريحات يمكن أن تكون كارثية على أولئك المساكين في آسيا وإفريقيا من المسلمين والمسيحيين الذين يرغبون في السلام والعيش الهادئ المشترك..

ويؤجج روح التعصب والصراع فهل كان البابا يجهل هذا أم كان يعرف ويتصرف لإحداثه كلا الافتراضين صعب القبول. إن ذلك حتماً ينافي وظيفة رجل الدين ورجل السلام الذي يفترض أن يكونه البابا. هذا عن سياق التصريحات وتداعياتها التي لم تنته بعد والتي نتمنى من كل قلوبنا أن تنتهي بسلام وندعو المسلمين أن لا يرتكبوا أي أخطأ أو خطيئة في حق جيرانهم ومواطنيهم المسيحيين كما نطلب من المسيحيين بالمثل في ديار الأقليات المسلمة.


أما عن مضمون ذلك الاستشهاد والاقتباس فإنه لا يعدو أن يكون دعوى تفتقر إلى دليل ونحن نثبت عكس ذلك لعظيم الكنيسة الكاثوليكية بالدليل الشرعي وبوقائع التاريخ وبشهادة المنصفين من الغربيين الذين كان الاستشهاد بهم أجدى من الاستشهاد بإمبراطور يمثل طرفاً في الحرب مع المسلمين.


أولاً: الدعوى بأنه عليه الصلاة والسلام لم يأت إلا بالشرور فهي دعوى لا تستحق الرد فهو قد هدى البشرية إلى عبادة الله الواحد الأحد والتوحيد الخالص والإيمان بالرسل والأنبياء وجاء بتبرئة مريم البتول مما أتهمها به اليهود وأن عيسى رسول الله وعبده وروح الله وكلمته. وجاء بإقامة العدل والأخوة بين الناس والتكافل والتضامن وإعانة الفقير وإغاثة الملهوف والمساواة بين الناس.


فهل هذا هو الشر؟


وسنواصل الرد، في المناسبات المقبلة، على الشبهات الأُخر وهي: مفهوم الجهاد وإكراه الناس على اعتناق الإسلام. ومسألة المشيئة المطلقة للباري جل وعلا وتعلقها بالشر، والإسلام والعقل.


 


*المصدر:جريدة الشرق الأوسط(الخميـس 06 رمضـان 1427 هـ 28 سبتمبر 2006 العدد 10166)

 

تعليق على نقد المتدينين من خلال الكوميديا

قال سماحة الشيخ عبد الله بن بيه، عضو المجمع الفقهي في مكة المكرمة،- في جواب لجريدة الشرق الأوسط عن


هل يجوز نقد ممارسات جماعات منسوبة للدين في إطار ساخر وكوميدي كما يحصل من خلال الدراما العربية؟

إنه من حيث المبدأ، فإن نقد الدين الصحيح أو الاستهزاء والسخرية منه، من الأمور المحرمة قطعا، وعلى فاعلها إثم عظيم، وأما في ما يتعلق بنقد لممارسات غير دينية، أي ليست من الدين الصحيح، أو إدخال ما ليس في الدين بالدين فالظاهر أنه أمر جائز. وأضاف الشيخ بن بيه أن انتقاد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي هي ليست معصومة عن الخطأ كما ذكر، لا يجوز أن يكون إلا بأسلوب رصين، وعقب التحري من المصداقية في بعض القضايا للابتعاد عن خطيئة القذف والتشهير. وأوضح أن الانتقاد لا يكون إلا لتقويم الأفعال وليس لإشاعة الفوضى في المجتمعات، معتبرا أن اللجوء للنمط الكوميدي الساخر لنقد تصرفات منسوبة للدين أمر لم تعتده المجتمعات الإسلامية، مما قد يترتب عليها مفسدة تخرج النقد عن سياقه ليصبح نوعا من التجريح. وشبه الدكتور ابن بيه النقد في هذه الحالات كالسير على الأشواك، وقد يشتم منه «خضوع لبرنامج دولي يحاول النيل من الإسلام وبعض مؤسساته»، وهذه الرائحة هي ما قد «يثير الإشكاليات ويؤججها.

أوهام حول الإسلام

تحدثنا في المقال السالف عن بعض الاوهام التي تطوف بأذهان القوم في الغرب عن شخصية رسولنا الكريم، وكذلك حول حقائق وتصورات ديننا العظيم، وفي السياق التالي سنواصل الحديث في هذا الاتجاه، فنقول: أولاً: مسألة إكراه الناس على اعتناق الديانة الإسلامية وعلاقة ذلك بالجهاد.


سنقدم الرد في ثلاثة سياقات،

أولاً: إثبات عدم الإكراه من النصوص الدينية، وتفسير الجهاد وكيف شرع شهادة التاريخ، مقارنة مع نصوص توراتية.

قد يكون من المناسب أن أذكر بأن إسلام المكره غير مقبول لأن شريعة الإسلام تقوم على حرية الاختيار، وبدون هذه الحرية لا تترتب آثار على أي تصرف، سواء تعلق الأمر بالاعتقاد القلبي أم بالعقود والالتزامات. وهذا أمر مؤصل في عشرات النصوص من القرآن الكريم ومن حديث النبي عليه الصلاة والسلام.

ففي القرآن آية (لا إكراه في الدين) وهي آية محكمة من سورة البقرة وهي سورة مدنية نزلت بالمدينة والمسلمون في عز حكمهم – خلافاً لما أشار إليه البابا من أنها نزلت كما يقول في حالة ضعف، ومن المؤسف أن يدعي هذه الدعوى التي تخالف أبسط المعلومات ـ نزلت في فتية من الأنصار تربوا عند اليهود فأراد أولياؤهم إكراههم على الدين فنهاهم سبحانه وتعالى عن ذلك مقرراً عدم الإكراه.

وقال سبحانه وتعالى في سورة يونس (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

وقال في سورة الكهف (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)

وفي سورة الغاشية (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ).

ومن ترك دين الإسلام بناء على إكراه فلا يعتد بتركه (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (سورة النحل).

كما أن الإكراه يعتبر من عيوب الإرادة التي تمنع صحة العقود والالتزامات في الفقه الاسلامي، وقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام: «إن الله قد وضع عن أمتي الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه».

ثانياً: مفهوم الجهاد: إن هذه الكلمة الجميلة «الجهاد» كلمة بالغ فيها البعض إفراطا وتفريطا، فما هو مفهوم الجهاد لغة واصطلاحا ومبرراته في القرآن الكريم؟

الجهاد هو مصدر من جاهد جهادا ومجاهدة ومعناه استفراغ الوسع أي بذل أقصى الجهد للوصول إلى غاية في الغالب محمودة. وهو في الإسلام كما يقول الراغب في مفرداته على ثلاثة أضرب حسب عبارته:

1ـ مجاهدة العدو الظاهر. 2 ـ مجاهدة الشيطان. 3 ـ مجاهدة النفس.

والمعنيان الأخيران وردا في أحاديث منها ما رواه الأمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن فضالة بن عبيد أنه قال: «والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل».

وقد جاء في حديث ضعيف رواه البيهقي عن جابر أنه عليه الصلاة والسلام قال، عند عودته من آخر غزوة له «تبوك»: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. وفسره بمجاهدة الهوى.

وخدمة الوالدين جهاد قال عليه السلام: «ففيهما فجاهد».

وقد عرف ابن تيمية الجهاد بقوله: هو شامل لأنواع العبادات الظاهرة والباطنة، ومنها: محبة الله، والإخلاص له، والتوكل عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر، والزهد، وذكر الله تعالى ومنه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، ومنه ما هو بالدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة والمال.

أما المعنى الأول وهو جهاد الناس فهو المعنى الأكثر انتشارا وهو جهاد غير المسلمين الذي يعني عمليات القتال والحرب، والذي وردت فيه آيات كثيرة وأحاديث في فضله وشروطه وضوابطه وكانت له ممارسات في التاريخ بين المسلمين وغيرهم، لا تزال أصداؤها تتردد في أسماع التاريخ، ومازالت إلى يومنا هذا موضوع أخذ ورد، إفراطا وتفريطا وإعجابا وشجبا، فكم من أناس برروا حروبا عدوانية ومطامع دنيوية بدعوى الجهاد، وكم آخرون فرطوا في الجهاد فتقاعسوا عن ردِّ العدو ونكصوا عن مقارعة العدو، فكانت النتائج وخيمة وكم حركات غير منضبطة بضوابط الجهاد شوهت سمعة الإسلام وأورثت المسلمين عنتا وضياعاً.

وكم متجنٍ على الإسلام معتبرا أن الجهاد لا ينتظر مبرراً وأنه دعوة إلى القتال الدائم ضد غير المسلمين كما يقول القس هانز فوكنج كما يحكيه مراد هوفمان.

وأمثال هذا في المقالات الاستشراقية كثير وهم بذلك يبررون حرباً عدوانية ضد المسلمين لتمدينهم وجعلهم مسالمين.

والحق أن مفهوم الجهاد في الإسلام ليس مرادفا دائما للقتال. فالجهاد مفهوم واسع، فهو دفاع عن الحق ودعوة إليه باللسان وهذا هو المعنى الأول قال تعالى: «وجاهدهم به جهاداً كبيراً» في سورة الفرقان أي بالقرآن الكريم، أقم عليهم الحجة وقدم لهم البرهان تلو البرهان.

ومعلوم أن تلاوة القرآن لا تتضمن أعمالا حربية. فليس كل جهاد قتالا وليس كل قتال جهادا والجهاد دعوة إلى الحرية. إلا أن الجهاد قد يكون أعمالاً حربية كما أن هناك أعمالاً حربية ليست جهاداً ولهذا قسم ابن خلدون الحرب إلى أربعة أنواع وذلك حسب دوافعها قائلا: إن أصل جميع الحروب إرادة الانتقام نوعان منها حروب بغي وفتنة: حرب المنافسة (التوسع) وحرب العدوان التي تقوم بها الأمم المتوحشة.

ونوعان عادلان: حرب غضب لله تعالى ودينه وهي جهاد.

وحرب على الخارجين عن السلطان وهي حرب للعناية بالملك كما سماها.

وفي المقال المقبل، نكمل حول الاوهام المتعلقة بمفهوم وحكم الجهاد في الاسلام.

 

*المصدر:جريدة الشرق الأوسط

(لخميـس 13 رمضـان 1427 هـ 5 اكتوبر 2006 العدد 10173)

هل الإسلام سيف مسلول ورمح مشرع؟!

في هذا المقال نوضح جانبا من أحكام الإسلام الصحيحة تجاه مفهوم الجهاد، وتطبيقاته العملية.


من ذلك أن الجهاد قد يكون أعمالاً حربية، كما أن هناك أعمالاً حربية ليست جهاداً، ولهذا قسم ابن خلدون الحرب إلى أربعة أنواع، وذلك حسب دوافعها قائلا: إن أصل جميع الحروب إرادة الانتقام، نوعان منها حروب بغي وفتنة: حرب المنافسة (التوسع)، وحرب العدوان التي تقوم بها الأمم المتوحشة.


ونوعان عادلان: حرب غضب لله تعالى ودينه وهي جهاد.


وحرب على الخارجين عن السلطان، وهي حرب للعناية بالملك كما سماها.


والحق أن مفهوم الجهاد في الإسلام ليس مرادفا دائما للقتال، فالجهاد مفهوم واسع فهو دفاع عن الحق ودعوة إليه باللسان وهذا هو المعنى الأول قال تعالى: «وجاهدهم به جهاداً كبيراً» في سورة الفرقان أي بالقرآن الكريم أقم عليهم الحجة وقدم لهم البرهان تلو البرهان ومعلوم أن تلاوة القرآن لا تتضمن أعمالا حربية فليس كل جهاد قتالا، وليس كل قتال جهادا والجهاد دعوة إلى الحرية.


زعم قوم أن الإسلام سيف مسلول ورمح مشرع، إلا أن من يراجع أسباب النزول وتاريخ تطور النزاع بين الإسلام وخصومه، يمكن أن يفهم أنه لا تعارض بين الآيات الحاثة على القتال كقوله تعالى «وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»، والتي وردت في سياق حرب قائمة بالفعل، وبين الآيات التي تحدد هدف القتال بأنه دفاعي؛ إذ أنه لا يجوز اقتطاع الآيات عن سياقها الكلي كما يحاول المستشرقون وتلاميذهم أن يفعلوه.


وبهذا المنطق يمكن اعتبار المسيحية دين حرب، إذا حكمنا عليها من خلال الفقرة 24 الواردة في إنجيل متى الإصحاح العاشر مما نسبه إلى سيدنا عيسى عليه السلام: «لا تظنوا أني جئت لألقى سلاماً على الأرض، ما جئت لألقى سلاما بل سيفاً».


فالحرب في الإسلام، إنما هي حرب دفاعية وليست لإجبار الناس على الدين. كما يرى ابن تيمية في رسالة القتال حيث يقرر أن: «حروب النبي صلى الله عليه وسلم التي خاضها ضد المشركين (27 غزوة) كان المشركون فيها هم المعتدين أو المتسببين بأسباب مباشرة أو غير مباشرة، وهذا يؤكد أن الأصل مع الكفار السلم لا الحرب، ولو كان الأصل معهم الحرب لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبدؤهم بذلك والمتواتر من سيرته أنه لم يبدأ أحداً بالقتال».


وبذلك يكون مفهوم الجهاد عند ابن تيمية دفاعيا فقط، وهو الذي تشير إليه الآيات القرآنية العديدة مبينة أسبابه، وهو الظلم المتمثل في الطرد عن الديار والحجر على الحرية الدينية:«أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا».

وهذه الآية يعتبرها المفسرون أول آية نزلت في القتال يقول ابن هشام في سيرته في شرحه لسبب نزول هذه الآية: بسم الله الرحمن الرحيم قال: حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائيّ عن محمد بن إسحاق المطلبي: وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام قبل بيعة العقبة لم يُؤذن له في الحرب ولم تحلل له الدماء إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتى فتـنوهم عن دينهم ونفوهم من بلادهم فهم من بين مفتون في دينه، ومن بين معذب في أيديهم وبين هارب في البلاد فراراً منهم. منهم من بأرض الحبشة ومنهم من بالمدينة وفي كل وجه فلما عتت قريش على الله عز وجل وردّوا عليه ما أرادهم به من الكرامة وكذبوا نبيه عليه السلام وعذبوا ونفوا من عبده ووحده وصدق نبيه واعتصم بدينه أذن الله عز وجل لرسوله عليه السلام في القتال والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم، فكانت أول آية أنزلت في إذنه له في الحرب وإحلاله له الدماء والقتال لمن بغى عليهم فيما بلغني عن عُروة بن الزبير وغيره من العلماء

قول الله تبارك وتعالى: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الاَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور».


أي أني إنما أحللت لهم القتال؛ لأنهم ظلموا ولم يكن لهم ذنب فيما بينهم وبين الناس إلا أن يعبدوا الله وأنهم إذا ظهروا أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر يعنى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.


والسبب الآخر هو إنقاذ المستضعفين وإسعافهم وهذا ما تشير إليه آية سورة النساء: «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا وأجعل لنا من لدنك نصيرا».والسياق الثالث: رد العدوان في سورة البقرة «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين».


وقد اعتبرها ابن جرير أول آية نزلت في القتال ومعناها أنه ليس لك أن تشن حرباً على عدوك وإنما عليك ردُّ عدوانهم وذلك في سبيل الله؛ لأنك تدافع عن نفسك وأنت مظلوم فأنت على حق.


وفي هذا المعنى من رد العدوان وإيقاف الظالم عند حده دون زيادة »وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين».

«ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور».


نلاحظ في الآيتين الأخيرتين الإشادة بفضيلة الصبر والتسامح بعد الإذن بالدفاع ضد الظالم.


وهذه الحرب تخضع لكل معايير الفضيلة ـ ردّ على العدوان.لا إفراط فيه في استعمال القوة. إسعاف للضعفاء. إفساح المجال للحرية الدينية ـ لها ضوابطها الشديدة في الحفاظ على المدنيين والضعاف والعمال الفلاحين والأجراء ورجال الدين والنساء.


والمحافظة على الأشجار المثمرة وعلى الحيوانات والمنع من حرق الغابات وإيذاء غير المقاتلين، واحترام المعاهدات احتراما شديدا حتى ولو كانت في بعض الأحيان تبدو مجحفة إنها حرب نظيفة ـ فيها قيادة واحدة وليست لعبة دموية يقوم فيها الجيش بقتل من يشاء وينهب ما يشاء ويهجم ويغير على من يشاء ـ إنها حرب ضرورة إنها بلغة العصر حرب يؤيدها القانون الدولي والمعاهدات الدولية وميثاق الأمم المتحدة وبخاصة المادة 51.


واتفاقيات حلف شمال الأطلسي في المادة الخامسة ينص على ما يلي: «تعتبر أطراف الاتفاقية أن أي هجوم عسكري ضد أي منها يقع في أوروبا وأمريكا الشمالية موجهاً ضد جميع الأطراف، وتعتبر في حالة وقوع ذلك أن كل واحد منها يمارس حق الدفاع المشروع فردياً وجماعياً المعترف به «الدفاع الشرعي» في المادة الحادية والخمسين من ميثاق الأمم المتحدة يساعد كل منهم الآخر فرديا أو باتفاق الأطراف».

ما أكثر الاغاليط المتعلقة باسلامنا، والتي نواصل الحديث حولها في المقال التالي، بعون الله.


 

 


*المصدر:جريدة الشرق الأوسط(لخميـس20 رمضـان 1427 هـ 12 اكتوبر 2006 العدد 10173)

سماحة العلامة ابن بيه : «رسالة العلماء» لم تتضمن قبول اعتذار البابا

طالب بن محفوظ(جدة)

نفى سماحة الشيخ عبد الله بن بيه ان تكون الرسالة الموجهة للبابا من 38 عالما قد قبلت اعتذاره عن اساءته للاسلام في محاضرته الشهر الماضي في جامعة راتيسبون الألمانية.

وأوضح العلامة الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه ان بعض وسائل الاعلام غالطت الحقائق عندما ذكرت ان الرسالة قبلت اعتذار البابا مشيرا الى ان الرسالة لم تكن موجهة فقط للبابا انما الى الطبقة الأكاديمية الثقافية والنخبة في المجتمع لذا صيغت بأسلوب علمي اكاديمي .

* المصدر: جريدة عكاظ السعودية

مبدأ المساواةأساسي في ديننا والمرأة ثغرة في المجتمع والبعض يريد القضاء على هويتها

على مدى 3 حلقات من برنامج ” رحلة مع الشيخ حمزة يوسف” والذي تبثه قناة ال إم بي سي في شهر رمضان المبارك تحت عنوان ” النساء مالهن وماعليهن” تحدث الشيخ عن هذا الموضوع مجليا نقاطا هامة وملحة.

ففي الحلقة الأولى اكد الشيخ -حفظه الله- على ان.. مبدأ المساواةأساسي في ديننا ..وعلى اننا نريد الوسطية ولا نقبل غيرها .كما انبه الشيخ الى أن المرأة ثغرة في المجتمع والبعض يريد القضاء على هويتها … وحذر من ان الدعاية للمرأة ليست حبا في المرأة ولكن نكاية في الإسلام …واقر الشيخ.. نعم هناك تهميش للمرأة ليس من الشرع وإنما من العادات والتقاليد التي ليس لها مكان في هذا الزمان.

أما الحلقة الثانية فقد تناولت موضوعا يتعلق بقيادة المرأة للسيارات .

حيث راى الشيخ انه موضوع اخذ اكبر من حجمه وانه ليس ليس مسألة فقهية ، وإنما تحتكم إلى ولاة الأمور وضوابط المجتمع … كما نبه الشيخ الى ان السعودية لها مكانة جغرافية وتاريخية خاصة حيث أنها تحتضن الحرمين الشريفين وبالتالي يجب على سكانها أولاََ والعالم ثانياََ أن يتعاملوا مع المملكة على أساس هذه الخصوصية.

ومن ثم اجاب سماحة العلامة على بعض الأسئلة

تعليقا على اتفاق مكة معالي الشيخ بن بيه :أتمنى أن يكون هذا الاتفاق فاتحة خير لاتفاقات عديدة

قال فضيلة العلامة الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه

وزير العدل الموريتاني الأسبق وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

في تعليق لجريدة “المدينة”على “اتفاق مكة” : نحمد الله سبحانه وتعالى على أن أتاح لنا في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها الأمة قادة مخلصين من أمثال خادم الحرمين الشريفين ليحيلوا اليأس الى أمل والخوف إلى رجاء وليقدموا عملا ملموسا ونصر مبينا في فترة تكالبت فيها الأمم على أمتنا الإسلامية وأعانت هذه الهجمة العالمية على نفسها بحراب داخلي تحيط به الطائفية والحزبية مما جعلت الأمة الإسلامية أسيرة تحت ضغط عالمي فكانت هذه المبادرة الطيبة على يد خادم الحرمين الشريفين من نتائج الفتح في هذه الفترة متمنيا أن تكلل هذه الاتفاقية بالنجاح وألا ينحرف أقطابها عن جادة الصواب وأن يظلوا على العهد بما اتفقوا عليه أمام الكعبة المشرفة وفي أطهر البقاع وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وأن تسير الأمة على هذا الطريق وتتأسى بهذا الفعل الذي ساهم في حقن دماء المسلمين ووحدة صفهم وهو ما يفوت الفرصة على الأعداء للنيل من أمتنا،

وأضاف بن بيه قائلا : أتمنى أن يكون هذا الاتفاق فاتحة خير لاتفاقات عديدة تتلو هذا الاتفاق لحل كافة مشكلات العالم الإسلامي والتي تحتاج لهذه الروح والإخلاص التي سادت أجواء الحوار بين فتح وحماس وهذا كله في موازين خادم الحرمين الشريفين الذي سن سنة خيرة سوف تنقذ الأمة من الضعف والتفكك .

في معرض الكتاب الدولي سماحة العلامة عبد الله بن بيه: المتطرفون حلفاء تيار«التأمرك»

الرياض – أحمد المسيند-الحياة

أكد الشيخ عبدالله بن بيه أن المتطرفين والمتشددين هم حلفاء لتيار التأمرك، مشيراً إلى أن الحوار ليس بجديد لدى المسلمين، وأن اختلاف العلماء يؤدي إلى اتساع الصدر، «فالرسول صلى الله عليه وسلم حاور أهل الحديبية مع ما فعلوه معه»، واصفاً نتيجة الحوار الذي كان مع الغرب بأن فائدته «ضعيفة وليست كبيرة، ولكن لها أهمية». وتطرق ابن بيه في محاضرته، التي ألقاها ضمن فعاليات معرض الرياض الكتاب مساء أمس وعنوانها: «حقوق الإنسان حوار عن بعد»، إلى أهداف الحوار، فذكر أن الحوار «يعد نمطاً من الأنماط المقاومة والمواجهة لهذه الحملة الظالمة على الإسلام والمسلمين، والتي تحاول إخراجه من سياق الحضارة وعلى أن المسلمين شياطين».
وقال: «إننا لسنا شياطين ولسنا ملائكة منزهين، فنحن جزء من الحضارة الإسلامية ،إضافة إلى أن الحوار يقدم قاعدة الاختلاف كقاعدة ذهبية للتعايش البشري»، مشيراً إلى «أننا نريد أن نكون جزءاً من الحضارة ولكن بخصوصيتنا، وأن نسعى إلى تكامل القيم بدلاً من مهاجمة القيم».
ولفت إلى السعي لإقامة «حلف فضول» مع أولي العقل والرأي. وأضاف أن من أهداف الحوار «الدعوة إلى أننا نمثل التاريخ، وأننا نملك التاريخ، فعمر بن الخطاب وصلاح الدين دخلا القدس، فمن الممكن أن نقيم توازناً ومقارنة بين حكمنا وحكمهم».
بعد ذلك تطرق إلى معوقات الحوار، مشيراً إلى الهوة التي لدى الغرب بين القول والفعل، «فهم يقولون ما لا يفعلون»، فالإشكال يكمن في الهوى وهو البحث عن المصالح فقط. بعد ذلك تطرق إلى حقوق المرأة، موضحاً أن كرامة المرأة واحترامها مسلّم به في الإسلام، فالرجل والمرأة في الحقوق والواجبات على حد سواء، مؤكداً أن المرأة أساس كل الفضائل.
بعد ذلك ذكر أنه سئل عن تولي المرأة الخلافة في إندونيسيا، إذ جاءت من طريق الانتخابات، وأن إجابته كانت «دعوها حتى تزيحها رياح الانتخابات».
وتناول قضية جواز بقاء المرأة بعد إسلامها مع زوجها الكافر، مستدلاً بكلام الشيخ الإسلام ابن تيمية، «فبقاؤها على الإسلام أفضل من إجبارها على مفارقة زوجها، إذا كان يؤدي ذلك إلى ردتها، وهذه فتوى المجلس الأوروبي التي خالف فيها جميع المجالس الفقهية».
وأبدى الاستعداد للمناقشة وللتراجع متى ما تبين خطأ رأيهم. وأكد أن عقوبة المرتد «تتعارض مع حقوق الإنسان العالمية، مبيناً أننا نتفق مع التيار الذي يطالب بالعدل والسلام ولا نقبل بالذوبان والانحلال، كما لا نقبل بالتقوقع والقطعية مع الآخر».
وأشار إلى أن المتطرفين والمتشددين هم حلفاء لتيار التأمرك

لا يمكن تعميم حكم واحد في الحوار مع اليهود

تحقيق – نعيم تميم الحكيم – ملحق الرسالة

تعددت في الآونة الأخيرة اجتماعات وحوارات بين زعامات دينية إسلامية ويهودية في فرنسا وبريطانيا، للتنسيق في ما بينهم من أجل تعايش سلمي ومصالح فرضته ظروف الإقامة في الغرب.

هذه الحوارات كيف ينظر إليها الدعاة والعلماء في الشرق الإسلامي، وهل ستنعكس على واقعنا السياسي في ظل هذه الأزمة السياسية التي نعيشها مع الاحتلال والصلف اليهودي في إسرائيل تجاه إخواننا في فلسطين، وما مدى تقبلنا لمثل هذه الحوارات ، وهل سيكسب المسلمون في المآلات من هكذا حوارات.

(الرسالة) استشرفت آراء سماحة العلامة الدكتور عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد وعضو مجمع الفقه الإسلامي ووزير العدل والموريتاني سابقاً حيال هذا الموضوع،

فأجاب : لا يمكن تعميم حكم واحد في الحوار مع اليهود فالحوار الذي يتم بين الجاليات والأقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا مع يهود أوروبا وأمريكا هو أمر طبيعي خصوصاً إذا كانوا مواطنين في دولة واحدة، وانطلاقاً من التعايش والمواطنة والمصالح المشتركة في تحقيق استقرار دولهم وسلامها يتم الحوار فيما بينهم كما أن تهرب الجاليات المسلمة من الحوار قد يسبب لها المشاكل،

واضاف بن بيه قائلاً: ومن الطبيعي أن يحاور المسلمون من مد لهم يد الحوار وهو أمر إيجابي ومطلوب كما أنه لا يجب أن نفرض على الأقليات المسلمة في الغرب أي وصاية فهم مجتمعات مسؤولة عن تصرفاتها ويدركون اهمية الحوارات التي تكون في مصلحتهم وفائدة دولهم والبشرية والحوارات التي تقام من أجل الدعاية الكاذبة المغرضة، هذا ما يخص حوار مسلمي الأقليات مع يهود الغرب أما موضوع الحوار بين المسلمين واليهود في عالمنا العربي فهو أمر مختلف فيه ويرجع إلى تقدير الدول وتعامل اليهود مع القضية الفلسطينية ولا بد أن تأخذ هذه الدول بعين الاعتبار سياسية فتح حوار مع اليهود، فهناك دول عربية فتحت حوارا مع إسرائيل وأقامت علاقات دبلوماسية معها وهناك دول ما زالت ترفض فتح أي قنوات حوار مع اليهود، واضاف قائلاً: هناك محاولات عديدة من المنظمات اليهودية فتح جسور حوار مع الدول الإسلامية وقد نسق ودعيت إلى أحد هذه الحوارات التي نظمتها منظمة يهودية فرنسية تطلق على نفسها اسم منظمة رجال الكلمة) في المغرب وظهر لي أنه ليس لدي ما أحاورهم عليه فقدمت اعتذاريولم أذهب

ومضى بن بيه قائلاً: فأمر الحوار في اعتقادي يعود لتقدير الجهات العليا من علماء وحكام في الدول العربية والإسلامية مبيناً أن الحوار لا اشكال فيه ولكن الحوار مع اليهود يحتاج أن ينظر إليه بكثير من التؤدة والأناة حتى لا يقع المسلمون في فخ الدعايات الرخيصة التي لا تسمن ولا تغني وليس لها أي فائدة يجنيها المسلمون سواء كانت الجهة التي تدعو للحوار منظمات خاصة يهودية عالمية أو حكومية

وقال بن بيه: على المسلمين أن يفرقوا بين الحوار مع اليهود المعتدين على أرضنا ومقدساتنا واليهود المناهضين لهذا الاحتلال فهناك طائفة من اليهود في العالم وإن كانوا قلة لديهم هذا التوجه الإنساني ويقفون بقوة ضد الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني في المنطقة فهؤلاء لا حرج في فتح حوار بناء هداف معهم تتحقق فيه مصلحة المسلمين ونفس الكلام ينطبق في حوار الأقليات المسلمة في الغرب مع يهود دولهم فهذه حوارات لا حرج فيها أيضاً، أما فتح حوار مباشر مع اليهود المعتدين على أرضنا فهذا يعود لتقدير ولاة الأمر والعلماء في الدول الإسلامية وما يرون فيه مصلحة الإسلام والمسلمين وقضية فلسطين بعيداً عن كل المصالح الشخصية.

معالي العلامة عبدالله بن بيه يهنيء رئيس موريتانيا المنتخب السيد سيدي ولد الشيخ عبدالله

فخامة الأخ الرئيس/ سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله                 حفظه الله تعالى    

رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                      وبعد،

فيطيب لي أن أهنأكم تهنئة خالصة لتوليكم منصب رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية إثر انتخابات حرة نزيهة وشفافة شهد لها بالمصداقية القاصي والداني.

وأملنا وطيد – لما اعرف في شخصيتكم المميزة من الكفاءة والإخلاص والتمسك بالمثل العليا- في انكم ستنجحون رغم ثقل المسئولية والصعوبات القائمة والمحتملة في بلد يعاني من مخلفات أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية جعل شعبكم ثقته المستحقة فيكم لحلها، وأنتم -إن شاء الله تعالى- أهل لذلك.

فنسأله سبحانه وتعالى أن يعينكم على حمل هذه الأمانة ويوفقكم في أدائها ويمدكم ببطانة صالحة تشد عضدكم وتآزركم حتى ترسو سفينة بلدنا العزيز على بر الأمان وتنجو من أمواج وتيارات بحار السياسات الدولية والإقليمية والمحلية التي تحير الرُّبان. إذا كان عون الله للمرء صاحباً تهيا له من كل صعب مراده والله يحفظكم ويرعاكم أخوكم عبدالله بن بيّـه نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد.

في تصريح “لجريدة المدينة “سماحة العلامة :علينا تقديم قيم مقنعة للمسلمين في الغرب

لطفي عبداللطيف – الرياض

أكد الشيخ عبدالله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس لجنة الحوار الإسلامي العربي على ضرورة تقديم قيم مقنعة وخاصة للشباب المسلم في أوروبا تردعهم للأبد عن ارتكاب حماقات الإرهاب والجريمة وتجعلهم يطرحون قيم الإسلام وسماحته للأوروبيين ودعا الشيخ ابن بيه الجهات المعنية في الغرب بمنح الجاليات المسلمة حقوقهم وخاصة الحقوق الثقافية ليكونوا عنصرا فعالا له خصائصه التي لا تتناقض مع المجتمع الأوروبي في الخطوط الأساسية ودعا الشيخ ابن بيه الغربيين إلى إعادة النظر في العلاقة مع العالم الإسلامي على ضوء القيم لإيجاد تعايش أكثر سعادة للجميع لأنه أكثر أخلاقا وأكثر ذكاءً وسخاءً.

وقال نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام: أصبحت المؤسسات الخيرية العالمية شريكا إيجابيا ملتزما بمشروعات التنمية البشرية الشاملة والإسهام في النهوض بالمجتمعات المسلمة وتدعيم مرافقها العامة وتطوير مؤسساتها البدنية والفنية والإنتاجية وذلك من خلال المنح الدراسية والمؤسسات التعليمية ومراكز التدريب فضلا عن تقديم المساعدات الإغاثية في حالات الطوارئ والكوارث واستطاعت فتح آفاق أوسع للعمل الخيري العالمي في آسيا وإفريقيا وأن تمد جسور المساعدة والتعاون مع الشعوب الإسلامية كافة.

تعليقا على حكم المحكمة المصرية سماحة الشيخ لجريدة الوطن : من المعروف عن البهائيين أنهم يخالفون أسسا كثيرة جداً في الشريعة الإسلامية

منال الشريف- الوطن

بعد أن حكمت محكمة القضاء الإداري في مصر بحق المصريين البهائيين الاعتراف بمذهبهما وإثباته في أوراقهما الرسمية،قال لـ”الوطن” نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الشيخ عبدالله بن بيه : لا يمكنني أن أطعن في حكم المحكمة الإدارية المصرية فهي أدرى بحيثيات حكمها، لكن من المعروف عن البهائيين أنهم يخالفون أسسا كثيرة جداً في الشريعة الإسلامية، على ذلك لن أغير قناعتي في هذا الأمر فلم أسمع منهم شيئاً من الممكن أن يتلاءم مع شريعتنا الإسلامية فلهم عدة مواقف مخالفة صريحة لمنهجية الإسلام، لذلك ربما صدر ذلك الحكم لنواح تنظيمية لا أكثر.

فضيلة الشيخ لجريدة عكاظ : لا حرج من «إجازة السبت» إذا وجدت «المصلحة» ولم تكن اقتداء

سلمان السلمي (مكة المكرمة) – عكاظ

أكد نائب رئيس الملتقى العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه انه «لا حرج» من تخصيص يوم السبت اجازة رسمية في بلاد المسلمين مشيراً فضيلته ان هذا لا يعد «تشبها» اذا كانت هناك «مصلحة» ولم يكن فيه اقتداء باليهود في اجازتهم.

وقال فضيلته لـ«عكاظ»: ان تعديل الاجازة الاسبوعية لتصبح يومي الجمعة والسبت امر يرجع للسلطة في كل بلد اذا رأت ان هناك مصلحة لذلك.

مضيفاً: ان هذا الامر مجرد مشابهة وهي غير التشبه.

موضحاً ان تقدير المصلحة ودرء المفسدة عن الناس هي التي تضبط ذلك بشرط الا تكون النية في اعتبار الاجازة للتشبه باليهود.

في ندوة خاصة اقامها التلفزيوني الموريتاني العلامة يقول: الجامعات العربية عقيمة

اتهم سماحة العلامة عبد الله بن بيه – رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد – الجامعات في العالم العربي بالعقم وحث على تطويرها ودعمها ماديا من خلال الاوقاف ومؤكدا ان ان العرب كانوا قادة الفكر والمعرفة حين كان تعليهمهم متطورا .

وقال الشيخ في حوار مميز نظمه التلفزيون الموريتاني وجمعه بنخبة االعلماء والمثقفين : ان العالم العربي والاسلامي يعاني من ازمة فكرية كبيرة ومن هشاشة في المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية.

ونبه سماحة الشيخ الى ان مايطالب به الغرب من حرية للمرأة في العالم الاسلامي ماهو الا نوع من الكيد الذي لايراد به إنصاف المرأة بقدر مايراد به النكاية في المسلمين.

وفي هذا السياق حث العلامة عبدالله بن بيه النساء المسلمات ان يشاركن في الحياة العامة رائدات وقائدات مع الالتزام بضوابط الشرع الحنيف والاخلاق الفاضلة. وفي تعليق لسماحة الشيخ على سؤال عن جدوى الحوار مع الغرب اجاب الشيخ بان الحوار امر لابد منه وان لا طريق اخرى سواه وان كانت نتائجه هزيلة.وتابع فضيلته : انه في الغرب لازالت هناك نخب من المثقفين والفلاسفة ممن سماهم ” اولو بقية ” مستعدون للحوار والاستماع الجيد.