ارشيف ل February, 2009

الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه

 

 

الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه.من فحول الفقهاء، وأكابر العلماء ، وزعماء النهضة في العالم الإسلامي؛ تشهد بذلك مسيرته العلمية والعملية ، وجهوده الكبيرة ، ومناصبه التي تقلدها ، وكتبه ومقالاته ، ومشاركاته الفاعلة .

والذي يُكتب له أن يجالس الشيخ أو يحظى بقربه لا تخطئ عينه العديد من الخصائص والصفات التي حباه الله إياها، والتي قل أن تجتمع لرجل في هذا الزمان, فمن ذلك:

1- التكامل في شخصيته بين العلم والعمل، والتمكن في فنون كثيرة ، والروح الاجتماعية، وحسن التربية، سوى أنه يبخس حق نفسه بتواضعه الجمّ ، وبإنهاك البدن بالعمل والترحال ، والتصدي لجلائل الأعمال .

2- المعرفة التامة بالتراث الفقهي مخطوطة ومطبوعة ، وجودة الاطلاع ، وقوة الاستحضار، والغوص على دقيق المسائل والفروق والعلل.

وأنت قد تجد الحافظ الذي يسرد المتون نثراً ونظماً، لكن قلما تجد الفقيه المتمكن الحلّال للمعضلات، وأحسب أن معالي الشيخ من هذا الطراز . 

3- الوعي بالعصر وقضاياه ومشكلاته ومستجداته ، ومعرفة تاريخ الفكر وتياراته, ومتغيرات المجتمعات ونوازلها ، ساعده على ذلك جودة قريحته، وحدة ذهنه ، وانغماسه في العمل البناء في أيامه الأولى ، وإتقانه للغة الفرنسية ، وله برنامج إفتائي في قناة ( اقرأ ) باللغة الفرنسية يتابعه المسلمون في فرنسا والدول الناطقة بالفرنسية.

ولذلك كتب وأبدع؛ كما تجد في ( حوار عن بعد ) وهو أحد مؤلفاته القيمة، وغيره من كتبه. 


4- الدأب والمواصلة والإصرار ، فالشيخ في سابقته وسنه يحفز الشباب للعمل والإيجابية بحيويته وإنجازه ، وأنت لا تراه إلا قارئاً أو كاتباً أو متحدثاً أو منغمساً في حل مشكلة، أو مهموماً بمشروع إسلامي يخدم الأمة ويحقق شيئاً من تطلعاتها . 

5- وهو رجل عالمي ، تجد آثار عمله الجاد المنظم في فرنسا وأوربا كلها, كما تجده في أمريكا وكندا ، كما تجده في موريتانيا ، حيث ولد وعمل ، كما تجده في دول المغرب ، كما تجده في دول الشرق ، والسعودية والخليج وغيرها … 

ولذلك كتب الله له القبول والمحبة والذكر الحسن ، ولعل هذا عاجل بشراه . 

6- والشيخ رجل خلق وكرم ، فهو بشوش ، سمح المحيّا ، كريم المعشر ، يعطف على الضعيف والمسكين ، ومنزله في جدة مأوى للمحتاجين والمنقطعين من الشناقطة وغيرهم . 


ولاجتماع هذه الخصال في الشيخ صار بهذه المنزلة الكريمة عند الخاص والعام ، وكتب الله له هذا التأثير والحضور في المحافل الإسلامية والمجتمعات الدعوية ، وأصبح يعد أحد المراجع العلمية في العالم الإسلامي . 

أسأل الله له الثبات والسداد وطول العمر وحسن العمل إنه جواد كريم.

والحمد لله رب العالمين . 

د. سلمان بن فهد العودة

 

كلمة للدكتور طه جابر العلواني

 

فإن الشيخ الجليل أستاذنا الكريم عبد الله بن بيه حفظه الله ورعاه عرفته يوم عرفته في جدة حينما كنا نلتقي في اجتماعات المجمع الفقهيّ الدوليّ التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي كان حفظه الله خبيراً في المجمع وكان من أهل العلم الذين قل أن نجد لهم نظيراً في عصرنا هذا من حيث إلمامه وأحاطته بالفقه وأصوله وأدلته وقدرته البديهية على استحضار ما يريد من أدلة وشواهد على ما يتبناه وما يذكره من أحكام بعض القضايا التي كانت تعرض وكنت أنظر إليه وهو يمارس دوره الهام في المجمع على أنه إنسان مُرشّد لحركة المجمع ليس من السهل أن نجد له نظيراً في موقعه ذاك ثم توثقت معرفتي به.


وتشرفت بلقائه في الولايات المتحدة في بعض زياراته فوجدته ذلك العالم الفاضل الذي يجمع بين العلم الشرعيّ والقدرة الفائقة على التعامل مع النصوص والقدرة المتميزة على إدراك الواقع وفهمه وعلى التخريجعلى مذاهب الأئمة السابقين وبخاصة مذهب الإمام مالك بالنسبة للوقائع الحادثة أو المعاصرة أو النوازل التي يمكن أن يتعرض لها المسلمون في أمريكا و في أوربا وفي الغرب عامة وفي بلاد الأقليات من هنا توثقت الصلة بينا وأصبحت أتتبع دروسه ونشاطه ومنهجه في معالجة القضايا التي تعرض.


وكلما ازدادت معرفتي به وإطلاعي على نشاطه كلما ازددت حباً له وإكباراً له ولدوره فهو ليس كما نلاحظ في أيامنا هذه إنساناً يفهم النص ولا يفهم الواقع أو يفهم الواقع ولديه استعداد للخضوع لضغوطه وتجاوز معطيات النصوص بل هو جامع لمعرفة الاثنين مُلم بكليهما بحيث يجد من يستمع إليه أن بالإمكان أن يجد المسلمون في أصولهم وفي تراثهم وفي مصادر شريعتهم ما يغطي سائر الاحتياجات ويعالج سائر المستجدات. 


ربما أضيف شيئاً إلى هذا إطلاعه الواسع على الأدب وشعر العرب في عصوره المختلفة إطلاعاً يجعله يجمع إلى الفقه في الواقع وفي علوم الشريعة تذوق الأدب مما يعطيه نوعاً من التمييز في وجدانيته ومشاعره. 

أرجو الله جل شأنه أن يحفظه ويرعاه ويكثر في علماء المسلمين من أمثاله ويوفق تلامذته ومحبيه للأخذ عنه مما منَّ الله به عليه.

 

فضيلة المرابط محمد سالم بن عبد الودود

يا
مرحباً بالشيخ عبد الله
 
من لا نزال به الشيوخ
نباهى
من ذا
يضاهى الشيخ في تقواه
 
في إحسانه في بذله للجاه
في
فهمه في فقه في عمقه
 
في أفقـــه في عِرفه بالله
فرد
يجول الفرد بين صفات
ـه
 
فيحـار بـيـن نظـائـر أشبــاه
إن جئت
تحصى ما حواه من العلا
 
 ألفيت ذاك ليس بالمتناهي

من كلمة السيد الرئيس المختار ولد داداه( أول رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية )

 

 

..وعليه فقد أوصيت منذ تشكيل أول حكومة ضمن القانون الإطاري بأن يكون للشباب الذين تلقوا دراستهم بالعربية دور متميز في المجالين السياسي والإداري وقد اكتشفت لاحقاً واحداً من ابرز ممثلي هؤلاء الشباب وهو عبد الله بن بيه. 

كيف ؟ تم ذلك أثناء جولة اتصال في الحوض الشرقي الذي ينحدر منه حيث زرت مدرسة تمبدغة الابتدائية التي كان يعمل فيها مدرساً للغة العربية. 

وبمناسبة هذه الزيارة فوجئت بفحوى الخطاب الذي ألقاه بالعربية بطبيعة الحال وعبر الخطاب في نفس الوقت عن سعة معرفته وأصالة ثقافته الوطنية ومدى انفتاحه على العصر. 

وشكلت مواضيع الأصالة والانفتاح أحد مقومات السياسة الثقافية لحزب الشعب الموريتاني. 

وبعد الاستماع إلى الخطاب الذي أذيع بالكامل ترسخت قناعتي بأن على عبدالله بن بيه – الذي أصبح ذكاؤه وسرعة بديهته واتساع ثقافته معروفين على نطاق واسع – أن يلعب دوراً متميزاً في البناء الوطني وخصوصاً في المجال الثقافي. 

ومن هنا جاءت تجربته في الحكومة 1970- 1978- حيث بدأها مفوضاً سامياً للشئون الإسلامية ثم وزيراً للتعليم الأساسي والشئون الدينية ووزيراً للعدل وأخيراً وزير الدولة للتوجيه الوطني. ولدى انقلاب يوليو 1978 كان يتولى منصب وزير مكلف بالأمانة الدائمة للحزب.

وفي جميع الوزارات التي قادها برهن عبد الله بن بيه على الوطنية والجدية والفاعلية والشجاعة رغم صحته الهشة في ذلك الوقت. 

وقد أثبت شخصياً أن الدارسين للغة العربية الذين يصفهم من درسوا الفرنسية أنهم “أطر من الفئة الثانية” لا يقلون عنهم شأناً في تولي أسمى مناصب المسئولية الوطنية. 

 

الإرهاب:التشخيص والحلول

6001270_0

مكتبة العبيكان
03/01/2007 – 02:26
الأولى
156
واحد
15 r.s
العلوم السياسية
بقلم : الأستاذ/محمدو بن عبد الله بن بيه

استهل مولانا الشيخ كتاب (الإرهاب : التشخيص والحلول ) بالحديث عن أهمية الموضوع وخطورته ومسئولية العلماء ووصفهم بأن أطباء الحضارة.
ووصف فتنة “الإرهاب” داهية دهياء، ومصيبة شنعاء؛ لأربعة أسباب ذكرها مولانا الشيخ.

ثم قدم للقارئ ملحة تاريخية عن ظاهرة الإرهاب وسرد حوادث تاريخية، ذات مغزى للإرهاب، لبيان قدم الظاهرة، وتنوع المناطق الجغرافية التي احتضنتها، واختلاف المذاهب والمشارب لمرتكبي الإرهاب. ثم عرف الإرهاب لغة ورصد كلمة رهب في القرآن الكريم وما اشتق منها من تصريف، فألفاها في أثني عشر موضعاً.

أكثرها يتعلق بالخوف والرهبة من الباري جلت قدرته. ثم نبه إلى ضرورة تعريف الإرهاب تعريفاً مستقى من نبعه الأصلي، ومقتطفاً من منبته الغربي.

وبعد ذكر تعاريف كثيرة اقترح مولانا الشيخ مصطلح ” تخريب” subversion أي: ليكون الإرهاب عبارة عن: الأعمال العنيفة، التي ترمي إلي التدمير والإفساد وترويع الآمنين، بقتل الأبرياء وتدمير المنشآت وترويج المخدرات،

وكذلك الأعمال العنيفة، التي تقوم بها العصابات، ضد السلطة الشرعية، لخلق جو عام من العصيان، يشل النشاط العام، ويخوف المدنيين، أو لقلب النظام الشرعي القائم. إن هذا التعريف، في رأيي يستجيب للهموم التي يشعر بها المتعاطي مع قضية الأمن، وينطلق من أرضية الفقه والتراث والبيئة العقدية للأمة،

كما أن مصطلح “التخريب” هو مصطلح واضح، يفهمه المثقف والعامي على السواء. وبعد جولة أوصاف الفقهاء للجرائم خلص مولانا الشيخ إلى التنبيه على الأسباب المؤدية للإرهاب مقرراً أولاً أنها موضوع تخرصات، وتخمينات كثيرة،speculation لأن كل جهة تريد أن تحمله رؤيتها، أو أجندتها الخاصة.

وأن للخلفية الثقافية للمحلل دورها البارز في تحديد الأسباب، لترتيب نوعية الحلول التي يتمناها. غير أن مولانا الشيخ ذكر من هذه الافتراضات: الفقر، انعدام الديمقراطية، عدم حرية المرأة، المناهج التعليمية، بعض المذاهب الإسلامية، الإسلام نفسه، قضية فلسطين، العراق، الصهيونية وأمريكا. ثم نبه مولانا الشيخ إلى أن هذه الافتراضات، أو المسارات، المتعددة لظاهرة الإرهاب، تضع أسئلة ذات طبيعة مختلفة، هل الإرهاب قضية اقتصادية ؟ أم قضية سياسية ؟ أم ثقافية دينية ؟

وعلى كل منها اعتراضات، لا تجعله يستقل “بالعلية” عند “السبر” و”تنقيح المناط” كما يقول الأصوليون.

رصد مولانا الشيخ خمسة أسباب و أوجزها في:

1) البواعث الشخصية من الناحية النفسية.

2) إن الديانة هي أحد الأسباب.

3) الأسباب السياسية.

4) أسباب اقتصادية.

5) الأسباب الثقافية.

سد الذرائع وتطبيقاته في مجال المعاملات

sadthraea_1

المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب – البنك الإسلامي للتنمية
03/01/1998 – 02:22
80
5.00$
دين, فقه المعاملات
أولا : مقدمة عامة عن وسائل استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة – تعريف الذرائع لغة واصطلاحا ومناقشة التعريف بالإضافة إلى التداخل بين مصطلح الذرائع والحيل.

ثم تقسيم الذرائع حسب الاعتبار المجمع عليه والإلغاء والمتردد بين الاعتبار والإلغاء. مع ذكر مواقف العلماء من الذرائع في مختلف المذاهب. ثم التطبيقات الفقهية للذرائع في داخل هذه المذاهب.

 

واسمع الشيخ يقول فيه: (ولكن الشريعة وإن كانت تلقيت من جهة دلالة اللفظ واستنبطت منها فإنها تستنبط من معقول النصوص ومعانيها الكلية التي لا تدخل مباشرة تحت مظلة الدلالة اللفظية بل ترد إلى المقاصد الشرعية في اعتبار المصالح والمفاسد التي دل عليها استقراء الجزئيات…..من ذلك نفهم أن الشريعة تستنبط من نصوص تفصيلية وتارة ضمن مقاصد عامة تجلب المصالح وتحميها وتدرأ المفاسد وتـنفيها وقد ادعى الشاطبي قطعية المقاصد بتواتر شواهد الشرع لها وتوافر دلائل الاعتداد بها)

توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال

غير محدد
04/21/2002 – 02:18
الأولى
307
واحد
17 × 24 سم
25.0 ريال سعودي ($6.67)
/ فقه / المعاملات
وقد استهله الشيخ بقوله : وبعد، فإنًّ الفقه في الدّين أهمّ ما صُرِفت له الهممُ وتنافس في نفائسه المِداد والقلم،إذ هو المنيرُ لطريق الهدى في هذه الحياة، الموصلُ إلى جنّاتِ النعيم والرفاه يومَ الميقات والميعاد،الذي يَجْمع فيه الملِكُ الحقُ الناسَ ليوم لا ريبَ فيه، يومَ يقوم الناسُ لربّ العالمين، فيحشرُهم على قَّدَم خاتم النبيين وقائد الغُرَّ المحجلين صلى الله عليه وسلم وقد ساهمتُ بجُهد المقلٌ ببعض البحوث في مسائلً فقهيةٍ دعتً الحاجةُ إلى بيانها واختلف الفقهاءُ في شأنها، إما إجابةٌ لسائل أو تعليماً لجاهل أو إرشاداً وتنبيهاً لغافل،ولم آل جهداً في اعتماد الدليل مع التيسير والتسهيل، والله تعالى برحمته يهدي إلى سواء السبيل.

والذي أقدمه الآن هي بحوثٌ بعضُها قدّم إلى مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وبعضُها نُشِر في بعض المجلات المتخصصة كمجلة “البحوث الفقهية المعاصرة” التي لا تنشر بحثاً إلا بعد تحكيم يتميّز فيه الصحيحَ من السقيم، وبهذا فسيكون هذا الكتاب الذي أقدّمه بين يدي القارئ مسائل معاصرة في قضايا الأموال والمعاملة.

حوار عن بعد عن حقوق الإنسان في الإسلام

hiwar_1

دار الأندلس الخضراء – جدة- السعودية
05/04/2003 – 02:14
الأولى
199
واحد
17 × 24 سم
12.0 ريال سعودي ($3.20)
/ العلوم الاجتماعية / علم السياسة ( سياسة وحكومة) / الحقوق المدنية والسياسية
مقدمة : الباعث على تأليف هذا الكتاب : العولمة الثقافية تقوض الهويات الثقافية وتضعف المعايير الأخلاقية.

بعض الغربيين و بنى جلدتنا ينفون وجود حقوق في الإسلام .

حوار قصير معهم يستكمل في الكتاب . تهديد نظام تطبيق الشريعة…

الباب الأول : تعريف حقوق الإنسان في المفهومين الإسلامي والغربي. الحق أعلى قيمة في سلم القيم الإسلامية . والحق ما فيه نفع يختص به جانب . والحق عند القانونيين مصلحة مادية أو أدبية يحميها القانون .

والإنسان أسم جنس يطلق على الذكر والأنثى خلقه الباري جل وعلا . موقف الداروينية من الإنسان . حقوق الإنسان هي المزايا الشرعية التي وهبها الباري جل وعلا للإنسان . حقوق الإنسان هي الحريات و الحصانات والمزايا .

الباب الثاني : المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان في الإسلام : نصوص واضحة في القرآن الكريم . إعلان حجة الوداع. مبدأ التكريم و مبدأ المساواة منهما تنبثق حقاً مفصلة. أربع فصول في قضايا خاصة من حقوق الإنسان.

الفصل الأول : مكانة المرأة في الإسلام: مكانتها . النظرية التصادمية بين الرجل والمرأة عند الغرب . التطور المأساوي في الغرب . التكامل بين الجنسين مع مراعاة وظيفة كل منهما .

التساوي بين الجنسين في أصل الكرامة وفي أصل التكليف كما يقول الشاطبي . المرأة ولعبة الانتخابات .

القوامة لصالح النساء .

الفصل الثاني : الحرية : تعريف الحرية عند العرب .

الحرية صنو المساواة للحرية في الشرع معنيان .

الحرية عند القانونيين . الحرية محكومة بالمبادئ الإسلامية.

خطاب الأمن في الإسلام و ثقافة التسامح والوئام

اكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية
01/01/1999 – 02:11
ويتكون هذا الكتاب من مقدمة عن سبب تأليفه و خمسة فصول يشتمل كل واحد منها على فقرات

ينتظمها كل عنوان على النحو الآتي:

الفصل الأول: تعريف مصطلح الأمن ويتناول نصوصا تشيد بالأمن و تقدمه كنعمة من نعم الله تعالى وتربطه بالإيمان كما يتناول الأمن كمقصد من مقاصد الشريعة و شرط تكليف بالعبادات و شرط سلامة المعاملات.

الفصل الثاني: الأمن الثـقافي في الإسلام عوامله: أخلاق و مبادئ و قيم تحكم حياة المسلم تحمله على لين الجانب و المحبة والتسامح في علاقته مع المسلم و غير المسلم و تشيع المودة في المجتمع و الوسطية مع تعريف الوسطية عند الشاطبي و يتناول : تعريف الأصولية و التطرف و يرادفهما الغلو و التنطع. مكانة ولي الأمر في الإسلام. تيارات ثقافة العنف.

الفصل الثالث : التشريع الجنائي الإسلامي مميزاته و خصائصه مع تعريف جريمة الإرهاب عند الغرب و اقتراح تسمية جديدة ووصف جديد لهذه الجريمة على ضوء البغي و الحرابة.

الفصل الرابع: الحيز الجغرافي الآمن في الشريعة ويتناول: الحرمان الشريفان وما حولهما الحج عبادة لا تقوم إلا بسلطة نافذة . ثوابت المملكة العربية السعودية أساس أمن الحرمين الشريفين .

الفصل الخامس : صعوبة الأمن في العالم المعاصر و يتناول : تطور أدوات تنفيذ الجريمة و أفكار العنف. المجهود الانفرادي للدول لم يعد كافيا – الأمن الجماعي. نماذج إجراءات غريبة متضامنة تتمثل في ثلاثة أنواع من الاتفاقات ثم خاتمة.

واسمع الشيخ يقول فيه:(وهذه الشريعة المباركة تتسع لوصف كل جرم وتطبيق العقوبة الملائمة وهى بعموماتها وتفاصيلها وتفريعاتها محكماتها ومؤولاتها بالإضافة إلى آراء مختلف المذاهب التي تشكل ثراء وتكاملا وكمالا تشكل مصدرا فقهيا لا يفنى ومعينا لا ينضب ولا يذوى من قبل عزائمها بذلت له رخصها ومن آمن بوعيدها قدمت له وعدها في ظلال الأمن والأمان ذلك ما يجب أن يعيه أبناؤها ليعودوا إلى أحضانها الحانية ويقتطفوا من قطوفها الدانية )

أمالي الدلالات و مجالي الاختلافات (الطبعة الأقدم)

80580

دار بن حزم & المكتبة المكية
03/01/2009 – 01:14
4.00$
دين, فقه
أعاد فيه الشيخ عبدالله بن بيه غرس شجرة الدلالات في بستان أصول الفقه شارحا أصل جذورها و هو اللغة مرتقيا فروعها و أغصانها متدرجا من الأعم إلى الأخص غالبا ما لم يقتض المقام سوى ذلك لوجود مناسبة أو عموم أو خصوص من وجه حيث تشتبك الدلالات مستحضرا شهود النحاة والمتكلمين أمام محكمة الفقهاء والأصوليين مبينا الخلاف الواصب بين الأحناف و الجمهور مستعرضا الدلالات حسب الوضع و الشرع، والعرف والمجاز،

وحسب الوضوح والغموض من محكم و مفسر و نص وظاهر و خفي و مشكل و متشابه و مجمل محاولا وصف الظاهرة اللغوية و الشيات المعنوية بين المنطوق و أوضح المفهوم و قرن العام بالخاص و المطلق بالمقيد و الأمر بالنهي و الظاهر بالمؤول والمجمل بالمبين والاقتضاء بالإشارة “فبضدها تتبين الأشياء”

وأضاف باب النسخ لعلاقته بالبيان و العموم عند من يرى التخصيص نسخا. وألحق الشيخ معاني الحروف كما هي عند القرافي في التنقيح مقتبسة منه تتميما للفائدة وعلق عليها توسيعا لمعاني بعض الحروف ، و ألحق تتمة في الكلمات التي سببت اختلافا بين الفقهاء.

واسمع الشيخ يقول في طليعة هذا الكتاب: وبعد فإن هذه الشريعة المباركة ثابتة ومتطورة ثبوت سنن الله تعالى في الكون وتطور علاقة الإنسان باستكناه حقائقه والتوصل إلى دقائقه. فالشريعة الإسلامية لا تتغير ثوابتها ،

ولكن واقع الإنسان الذي يتراوح بين الضرورة والحاجة والتوسع والرفاهية هو المتغير ، وهو واجد في الشريعة حتماً حلولاً وأحكاماً لهذه التغيرات تارة يكون ذلك في صيغة نصوص تفصيلية وتارة ضمن مقاصد عامة تجلب المصالح وتحميها وتدرأ المفاسد وتنفيها ، وما أخطأ الشاطبي حين ادّعى أن هذه المقاصد الكلية قطعية لتواتر شواهد الشرع لها وتوافر دلائل الاعتداد بها ، ولقد أنتجت هذه المقاصد جملة من الأدلة الكبرى التي تغطي أكثر من نصف الشريعة بمعنى الأحكام التفصيلية للوقائع ، وهذه الأدلة التي تنتمي إلى المقاصد الكلية وإلى معقول النصوص دون ألفاظها ، منها القياس ، والمصالح المرسلة ، والاستحسان وسد الذرائع، والعمل بالعرف والعادة والاستصحاب ، وبخاصة استصحاب العدم الأصلي ، أو حكم العقل المبقي على النفي.

وقد وجد العلماء على تفاوت في الأخذ بهذه الأدلة – معيناً لا ينضب ولا يذوى ، وشباباً متجدداً لهذه الشريعة لا يشيخ ولا يبلى ، وعوضت كل طائفة – بنسب ودرجات متفاوتة – الامتناع عن العمل ببعضها الآخر ، فالظاهرية وهم الذين أخذوا اسمهم وينوا مذهبهم على ظواهر النصوص والنقول وهجروا بعض المقاصد ونتائج العقول – قد أغرقوا في الأخذ بالاستصحاب ، وبنوا عليه كل ما ليس منصوصاً في السنّة والكتاب . والشافعية – وهم أقرب إلى الظاهرية – زادوا القياس وانتفوا عما سواه من الأدلة ، أما المالكية فإنهم بنوا على المصالح المرسلة أكثر المسائل التي لا يستوعبها القياس ، واستعاض الأحناف بالاستحسان عن المصالح المرسلة بحثاً عن (الأرفق بالناس).

أما الحنابلة فإنهم مع المالكية اعتمدوا على سد الذرائع ، وأخذوا من كل هذه الأدلة بنصيب لا ينأى بهم (الحنابلة) عن مبدأ التمسك بالأثر ما وجدوا إليه سبيلاً . علماً بأن المالكية عملوا بثلاثة أنواع من الاستحسان ، والأحناف عملوا بالاستصحاب في الدفع دون الاستحقاق .

إن مآخذ المذاهب المختلفة من هذه الأدلة وغيرها هو سبب اختلاف المختلفين، وتجاذب أنظار المجتهدين مما كوَّن ثروة كبيرة سمّاها الباحثون (المبادىء المتطورة) في الشريعة ، ولكنه عند التحقيق والتدقيق نجد أنها ثوابت لكنها تجيب على المسائل المتجددة . وقد اهتم بها فريق من السلف وفرق من الخلف اعتبروها الأساس الوحيد للتطور والسعة في هذه الشريعة الخاتمة وفاتهم أساس آخر يشكّل ثروة هائلة ومساحة واسعة لاجتهاد العلماء واختلاف الآراء، ألا وهو ألفاظ النصوص الشرعية من كتاب وسنّة.

ومدلولات هذه الألفاظ كانت الوابل الصيب الذي سالت منه أودية الأولين بقدرها وأمسكت الماء الزلال وأنبتت كل زوج بهيج من ثمرات علوم مختلفاً ألوانها اختلافاً هو الانسجام، وتنوعاً هو الاتساق والانتظام. ولكن المتأخرين كعّوا ونكصوا دون متابعة ذلك المعين فسدَّ عنهم باب عظيم من أبواب الاجتهاد ، فلم يلجوه وصدوا عن سبيل من سبل التجديد فلم يسلكوه فرددوا مسائل الاختلاف دون تحقيق في أسبابها أو توثيق لأنسابها .

وذلك لفكّهم الارتباط بين اللغة العربية مفردات ونحواً وصرفاً وأساليب، وبين الفقه أصولاً وقواعد. ولعمري إنَّ العلاقة بين اللغة العربية والفقه هي أهم أساس من أسس الشريعة إلى جانب المقاصد ، وهي ” مجر عوالي ” اختلاف العلماء و ” مجري السوابق ” من خيولهم ، وإنَّ أصول الفقه هو أجلى مثال لهذا الارتباط وأفسح ميدان لهذا الالتقاء ، وبخاصة في أبواب الدلالات ، فيها تتجلى أسباب الاختلاف وبواعث الائتلاف ، وتظهر مذاهب الفقهاء لواحب واضحة إلى (المحجة البيضاء) فيسلك المقلد ما شاء منها ويرجح المستبصر ما استضاء منها ، ويستنير المجتهد بجميعها . فلا محيد عن سلوك اللغة لاستجلاء سبلهم ، ولا مناص عن اقتفاء آثارهم وتلقف أخبارهم.

ولقد نشأت ناشئة ونبتت نابتة حاولت القفز على الحواجز ، فعزّتهم الأرداف وخانتهم النواقز . وقالت هذه الفئة الفتية : نأخذ بالكتاب والسنّة دون الفقه الذي ينظر إلى المقاصد كما دوَّنها الشاطبي ، ولا مقتضيات الألفاظ كما هي عند الخليل وسيبويه ودوَّنها الشافعي .

فضللوا الناس وظنوا بالفقهاء والأئمة ظن السوء، فعميت عليهم الأنباء وأخلفتهم الأنواء ، فعابوا خلافاً لم يبلغوا مداه . كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسـداً وبغضاً إنه لدميم كأنهم استصعبوا الفقه فتجنَّبوه وتجنّوا عليه ، واستعجمت عليهم اللغة فتجهموها وسام العلم من لم يميز المنطوق من الفحوى ، ولم يتبين الأبيض من الأحوى.

إعمال المصلحة في الوقف

03/01/2009 – 01:14
يهدف بحث الشيخ “عبد الله بن بيه” إلى رفع الحرج الذي طالما استشعره المتعاطي لقضايا الأوقاف من حيث استثمارها وإدارتها، حيث يصطدم بعقبة النظرة الفقهية لبعض المذاهب التي تجعل الوقف ساكنا لا يتحرك، في وقت تنوعت فيه المؤسسات الخيرية (غير الإسلامية) في العالم متخذة من الاستثمارات العملاقة مطية لجني الأرباح الكثيرة.

وقد قرر الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى -ونقله عن الإمام أحمد رضي الله عنه من وجوه كثيرة- أنه تجوز المناقلة في الأوقاف للمصلحة الراجحة؛ لدليل: أن عمر رضي الله عنه كتب إلى ابن مسعود أن يحول المسجد الجامع بالكوفة إلى موضع سوق التمارين، ويجعل السوق في مكان المسجد الجامع العتيق ففعل ذلك.

البرهان

03/01/2009 – 01:14
وهو كتاب جعل مولانا الشيخ عبدالله بن بيه…

فصله الأول : في وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته.

والفصل الثاني: في مسألة الرسالة واختيار الإنسان ليبلغ لأبناء جنسه رسالة الرب.

الفصل الثالث : الإيمان بالغيب :الآخرة وأحوالها والملائكة .

الفصل الرابع : واجب الإنسان المتعلق بنفسه وواجبه تجاه أبناء جنسه البشري.

الفصل الخامس : المسلمون اليوم.

واستهل مولانا الشيخ الكتاب بقوله: إن أحوج ما يحتاج إليه الإنسان في هذا الزمان وفي سائر الأزمان أن يصحح اعتقاده ويحكم بيقين جازم في قضايا جوهرية ليتبع ذلك اليقين سلوك صحيح يلزمه مدة حياته إلى مماته. وكل هذا اليقين الذي يُسمى إيماناً وما يتبعه من سلوك مفتاحه اتخاذ موقف جازم من مسألة وجود الإله الخالق.

إن اتخاذ موقف من هذه القضية يستتبع بالضرورة تكوين رأي ونظرة خاصة للإنسان عن ذاته وعما يحيط به وعن مصيره وبكلمة واحدة عن الكون وعن الحياة بأسرها كما يستتبع نوعاً من الالتزامات أو التحلل من الالتزامات طبقاً للموقف.

فعلى سبيل المثال موقف الناس في الألوهية والذي يتخذ في الغالب شكلاً يطلق عليه صاحبه أنه انعدام موقف من الألوهية كذلك الذي يقوله بعض الملحدين “لست أدري” كما في قصيدة إيليا أبو ماضي ولا يدري بأن قوله بأنه ليس يدري هو موقف وأنه بهذا الموقف اللامبالي أضاع أمانة العقل التي في عنقه .

وقد لجأ بعض هؤلاء وهم أهل الإلحاد الرسمي إلى الإنكار الصريح إنكاراً منهم لما لا تحيط به حواسهم الظاهرة وإدعاء منهم بأن الحاجة لا تدعو هم إلى البحث .

وهم في ذلك كأصحاب السفن يتجه صوبهم إعصار فأنذرهم أهل الإرصاد الجوي باللجوء إلى الشاطئ لتأمين سلامتهم وسلامة سفنهم فقالوا لا نصدقكم ولا نبحث عن معلوماتكم فلا شك أنك تصفهم بالغباوة والتهور لأنهم فوتوا على أنفسهم الفرصة فداهمهم الإعصار.

فكذلك هؤلاء الناس عندما يتجاهلون دعوة الرسل التي تنذر بوجود الله وبوجوب النار على من لا يؤمن به ويمتنعون من مراجعة الحجة والبرهان إدعاء بأن الضرورة الحياتية لا تدعو إليها أضاعوا الفرصة الوحيدة الممنوحة لهم وهي فرصة هذا العمر القصير الذي منحه الإنسان ابتلاء أيشكر أم يكفر ؟ وبنهاية العمر يتقرر مصير.

صناعة الفتوى وفقه الأقليات – الطبعة الثالثة – مركز الموطأ

واحد من أهم الكتب التي تعالج موضوعا في غاية الاهمية والحساسية في كل العصور وفي زمننا الحاضر خصوصا الا وهي مسالة الفتوى .

هذا الكتاب جعله مولانا الشيخ مرتّباً ومبوَّباً كما يلي :

الجزء الأول:

 تصدير عن الصناعة مقدمة عن النازلة والفتوى : لغةً واصطلاحاً .

الفصل الأول : ما به الفتوى و الأدلة المعتمدة في عهد الصحابة.

الفصل الثاني : تعريف المفتي المفتى به في المذاهب الأربعة .

الفصل الثالث : نماذج من منهجية الفتاوي والنوازل وأمثلة منها بعد عصر المجتهدين مع الإشارة إلى كيفية الاستفادة منها في التعامل مع القضايا المستجدة.

الجزء الثاني :

الفصل الأول : فقه الأقليات : تعريف المصطلح ومقاصده وأهميته ومنهج تحرير الاجتهاد فيه.

الفصل الثاني : قواعد كبرى يحتاج الفقيه إليها في فقه الأقليات.

1- قاعدة التيسير.

2- وتغير الفتوى بتغير الزمان. 

3- وتنزيل الحاجة منزلة الضرورة.

4- قاعدة العرف وتحقيق المناط.

5- وقاعدة النظر في المئالات.

6– وقاعدة تنزيل جماعة المسلمين منزلة القاضي.

الفصل الثالث : أمثلة لمسائل لها أهمية خاصة من فقه الأقليات: – مسألة الإقامة بديار غير المسلمين. – مسألة تأثير الدار على حكم المعاملات. – مسألة تأثير الاستحالة وانقلاب العين في طهارة بعض الأطعمة. ملحق بفتاوى المجلس الأوربي مع التعليق على بعضها تعضيداً أو نقداً وتسديداً . – خاتمة.

واسمع مولانا الشيخ يقول فيه : ووجه كون الفتوى صناعة أن المفتي عندما ترد إليه نازلة يقلب النظر أولا في الواقع وهو حقيقة الأمر المستفتى فيه إن كان عقداً من العقود المستجدة كيف نشأ وما هي عناصره المكونة له كعقود التأمين والإيجار المنتهي بالتمليك مثلا والديون المترتبة في الذمة في حالة التضخم فبعد تشخيص العقد وما يتضمنه عندئذ يبحث عن الحكم الشرعي الذي ينطبق على العقد إن كان بسيطاً وعلى أجزائه إن كان مركباً مستعرضاً الأدلة على الترتيب من نصوص وظواهر إن وجدت و إلا فإجتهاد بالرأي من قياس بشروطه واستصلاح واستحسان إنها عملية مركبة وتعمل وصنعة بالمعنى الأنف كما سترى.

وباختصار فإن مرحلة التشخيص والتكييف للموضوع مرحلة معقدة وكذلك مرحلة تلمس الدليل في قضايا لا نص بخصوصها ولا نظير لها لتلحق به. وسنرى من خلال مباحث هذا الكتاب كيف تطورت صناعة الفتوى من عهد الصحابة إلى عهود الأئمة والمجتهدين والفقهاء لا من حيث تطبيق النصوص أو الأدلة على القضايا ولكن أيضا من حيث التوسع في الاستدلال والتعامل مع عامل الزمان كمرجح في ميزان معادلة النص والواقع في جدليتي المقاصد الكلية العامة والأحكام الجزئية الخاصة.

هذا التطور المتدرج في خطوط متعرجة لم يقتصر على الدليل والواقع وإنما شمل أيضا القائم على الفتوى الذي لم يعد المجتهد المطلق على ما سنصف بل يصبح طبقاً لقانون الضرورة والحاجة الفقيه المقلد الناقل. ويصبح اختيار المقلدين بمنزلة اجتهاد المجتهدين فيما سماه المالكية “بإجراء العمل” لترفع القول الضعيف إلى مرتبة القوي والرأي السقيم إلى درجة الاجتهاد الصحيح بناء على مصلحة متوخاة أو مفسدة متحاماة. ذاك ما سميناه صناعة الفتوى.

قراءة في لقاء التلفزة الموريتانية مع العلامة ابن بيه

 

علي الحمدان- نبراسكا

قليلة هي تلك اللحظات التي نندمج فيها مع قنواتنا الإعلامية, حيث تعيش العقول النيرة في عزلة عنها بعد أن فقدت الثقة في قدرتها على البناء و تحمل المسؤولية في عصر تعيش فيه الأمة أزمة شاملة على كافة المستويات الحضارية. فغالب برامج الإعلام لا تعكس خططا نهضوية يمكن أن تعطي بصيصا من الأمل للخروج من الحالة الراهنة للأسف. بل على العكس, نجد أن الخطاب المعاصر ساهم في انقسام الوعي و تسطيحه إلى درجة جعلت من أبناء أمتنا كغثاء السيل.


لكن التلفزيون الموريتاني بإمكاناته المحدودة أعلن عن لقاء خاص مع شخصية عالمية هي العلامة عبد الله بن بيه حفظه الله, فكان هذا استثناء ثقافيا في الخطاب الإعلامي أجبر كل مهتم بالعلم و الفكر على عقد هدنة تلتزم صلحا مؤقتا يكفل التودد بينهم و بين الشاشة الفضية.


و كان الحوار قد أخذ ساعة من زمن فتناول محاور عديدة خاض فيها الشيخ بعباراته الدقيقة ذات الدلالات العميقة. فحاولت جهدي أن أجمع بعض تلك الفقرات في هذه المقالة التي تعبر عن فهمي المتواضع حتى يستفيد منها كل مهتم بالشؤون الثقافية و الحضارية. و من يدري, فلعل الله يمن علينا بفرص يتكرر فيها ظهور الشيخ على الشاشة في ظل حاجة ملحة إلى أمثاله من العلماء الربانيين لقيادة الخطاب الإعلامي الثقافي, و الله على كل شيء قدير.


صناعة الفتوى وفقه الأقليات :


وقد كانت بداية الحلقة ساخنة, و ذلك حين ارتكز الحديث في المحور الأول عن كتاب ” صناعة الفتوى وفقه الأقليات” ؛ فنجد أن الشيخ قد تعمد أن يجعل العنوان مثيرا ليدلل على أهمية الفتوى وعظم شأنها؛ فهي في حقيقتها صناعة مركبة ودقيقة لا يحسنها كثير من الناس ؛ بل تحتاج إلى متخصص يحيط بالأركان الثلاثة التي يقوم عليها بناء الفتوى و هي : إدراك الواقع بكافة تضاريسه , الإحاطة بالأدلة التفصيلية , و استيعاب الأدلة الكلية أو المقاصد.

و هذه العناصر بالرغم من تركيبها, عبارة عن مواد أولية تحتاج إلى صانع حاذق يحسن استغلالها؛ و هنا يبرز دور المجتهد الذي حقق شروط الاجتهاد فأصبح جديرا بالتوقيع عن رب العالمين. و هو دور مهم و خطير جعل النبي عليه الصلاة والسلام يحذر من التهاون في أمر هذه الصناعة حين قال: ” أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار” .


و مما ينبغي الإشارة إليه, أن الشيخ لم يكن أول من أطلق لفظ الصناعة على هذا الأمر؛ فقد سبقه بها الإمام ابن رشد و غيره من الأئمة. كما أن بعض الفقهاء استخدموا تعابير شبيهة لها نفس المضمون؛ فنجد أن حجة الإسلام أبا حامد الغزالي قد استخدم كلمة “الاستثمار”, و مفهومها قريب جدا من الصناعة؛ فالقاسم المشترك بينهما هو العناية بالأجزاء و التراكيب الدقيقة للوصول إلى النتيجة المطلوبة.


و قد كانت هذه المقدمة عن صناعة الفتوى مدخلا هاما للحديث عما يعرف ب ” فقه الأقليات”؛ والذي أخذ مساحة من الجدل بين الفقهاء. فقد رأى بعضهم أن المجلس الأوروبي للإفتاء حين روج لهذا المصطلح أكثر من أي مجمع آخر قد أحدث فقها جديدا خارجا عن إطار الفقه العام و ما يتضمنه من أحكام شرعية خالدة.


لكن “فقه الأقليات” هو من باب الضروريات و الحاجيات الموجبة للترخصات و التيسير, و من ذلك ندرك أن أصول الفقه العام هي أصول هذا الفقه, و مقاصد الشريعة هي ذاتها معتبرة أثناء التعامل مع فقه الأقليات. فكان متعينا على كل معترض على المصطلح المستحدث أن ينظر إلى الصورة كاملة و ليس إلى زاوية محصورة في اجتهادات في أحكام فرعية.


ثم لفت الشيخ إلى مفهوم غائب عن بعض مدارك المتصدين للفتوى و يتعلق بفقه الأقليات , فالمقصد الأساسي من بلورته هو توطين الإسلام في بلاد أكثريتها ليست من المسلمين , فقد قال الله تعالى ” ونريد أن نمن على الذين اُستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” . و لذلك فإن صياغة فقه للأقليات هي محاولة لنقل الفقه من الوضع الفردي إلى الوضع الجماعي في البلاد غير الإسلامية.


والفقيه المعني بالفتوى للأقلية الإسلامية , سيستحضر دائماً جملة من القواعد الموجودة أصلا في كتب التراث , لكنها أكثر لصوقاً بقضايا الأقليات المسلمة مثل : الضرورات تبيح المحظورات , الحاجات تنزل منزلة الضرورات , قاعدة التيسير , تقوم الجماعة مقام الإمام , اعتبار المآلات وغيرها من القواعد التي تنطبق في كثير من القضايا التي تنزل بالأقليات.


ثم بين العلامة ابن بيه أن فقه الأقليات يقوم على ثلاث أنواع من الاجتهادات :

1- اجتهاد مطلق غير مقيد , وهو اجتهاد إنشائي في قضايا غير منصوصة , كالدخول في الانتخابات وغيرها من المشاركات العامة مع غير المسلمين .

2- اجتهاد انتقائي : و هو الاختيار من أقوال العلماء ما يناسب الأقليات , وهذا له استخدام واسع .

3- تحقيق المناط : وهو تطبيق القواعد على واقع جديد بعد بروز انتمائه إلى قاعدة معينة .

فهذه الأنواع الثلاثة من الاجتهاد في جدلية مع النصوص الجزئية والمقاصد الكلية والواقع تنشأ عنها الفتوى ; وهو ما يجعلها صناعة دقيقة .


الإرهاب : التشخيص والحلول :


ثم تطرق الحوار الشيق إلى محور آخر ارتكز على بحث العلامة ابن بيه ” الإرهاب : التشخيص والحلول ” . فقد ذكر شيخنا أن مصطلح الإرهاب يعاني من أزمة معرفية عرقلت تعريفه. و هذا التأزيم يرتكز على حيلة تستغلها الدول الكبرى لضرب مصالح غيرها للأسف , حتى أن الأمم المتحدة على لسان أمينها العام اشتكت من عدم قدرتها على تعريف مصطلح الإرهاب.

وبصفة عامة إذا رجعنا إلى الأصول الغربية , فقد أُطلق مصلح الإرهاب لأول مره في نهاية القرن الثامن عشر على حكومة الثروة الفرنسية , و كان محصورا على العمل الحكومي أول الأمر , ثم انتقل ليصف كل عمل منظم مرتبط بمقصد سياسي يهدف لتحريك الوضع و إثارة الفوضى .


لكن الشيخ نظر إلى الموضوع من زوايا أخرى لصيقة بالتراث الإسلامي فوجد في جريمة البغي , وجريمة الفساد في الأرض , وجريمة الحرابة ما يغطي كافة المساحات الضرورية لتعريف المصطلح القضية إذا تعاملنا معها بالعدل والقسطاس المستقيم . و هذا سيساهم في تلافي التعامل مع مفهوم عائم يسمح بتجريم الأبرياء تحت دعوى بلا سند حقيقي .

و لعل اكبر أزمات المصطلح العائم بوضعه الراهن أنه يجرم كثيراً من الأفكار أو الأشخاص حتى وإن لم يساهموا بالشروع في عمل خطير , أي دون اكتمال أركان الجريمة.

ثم ذكر الشيخ أنه طرح عشر نقاط للحوار الذي لو تم سيجد حلولا عملية. و هذه الحلول تستند إلى مفاهيم مشتركة بين الحضارات والثقافات هي: المنطق والعقل والأخلاق , ومن خلالها فقط يتم تعريف المصطلح و تحديد مضمونه ليحظى بإجماع عالمي . ومن أهم النقاط العشر هي : إزالة المظالم , و إعادة النظر في بعض المحفزات الفكرية للتطرف مثل التفسيرات الحرفية للنصوص الدينية. 


حساسية مفرطة من تزايد عدد المسلمين في أوربا :


ثم تطرق الحوار إلى المؤتمر الذي أقامته الحكومة البريطانية في اسطنبول مؤخراً . وحضره عدد كبير من الرموز الإسلامية , وكان الهدف منه استكشاف الساحة الفكرية الإسلامية؛ حتى يبحث عما يمكن تقديمه للمسلمين في أوروبا لمعالجة أوضاعهم و إخماد نار متربصة تنذر بانفجار قريب و صدام محتدم.

ويأتي هذا تزامناً مع الحساسية المفرطة عند بعض شرائح المجتمع الأوربي تجاه تواجد المسلمين كأقليات متزايدة. وقد بدأت انعكاسات هذه الحساسية تأخذ صوراً متطرفة مثلما حدث في فرنسا و الدانمارك و غيرهما من الدول.

وقد اعترف رجل دين فرنسي أن الإشكال يكن إجماله باختصار في ” تغير المشهد”, فالأوربيون رأوا أن الإسلام بدأ ينتشر بشكل كبير و هو ما حرّك شياطين العنصرية.

و ما ذكره رجل الدين الفرنسي للشيخ بن بيه قريب جدا مما ذكره بوزار في أحد كتبه, فالأوربيين عندهم “عقدة الأقارب”؛ فحضارتهم بينها كثير من العلاقات والقرابة بالإسلام , وتجد فيها كثيراُ من القيم المشتركة؛ كما أنها تعاني أيضا بما يعرف ب “عقدة المصالح”.

وذكر الشيخ انه قام بزيارات كثيرة إلى أوربا ليستجلي الساحة جيدا حتى تتم بلورة الحلول و تحقيق التقارب بمفهومه الإيجابي, لكن الإشكال أن زوايا النظر ما زالت مختلفة بين الثقافتين. وقد قال الشاعر :

تأمله الخلي فقال غنى ومثله الشجي فقال ناح 

فلا عجب أن نجد من المسئولين الكبارهناك من يعتبر ما يجري في غزة هو غناء بينما هو نواح بالنسبة لنا , حتى أصبح منقطهم بالنسبة لنا منطقاً أعوج.

و لا يعني هذا تبرئة كافة العناصر الإسلامية من التطرف و الانحراف في الفهم, فهناك فئات ارتكبت أخطاء مميتة و لم تفهم حقيقة دينها فأساءت إليه, وهذا ما جعل بعض الأطراف تستغل صورتها السيئة لتعمها على بقية المسلمين . وهو ما يحفزنا إلى مكافحة كل ثقافة ضيقة أو حرجة و إصلاح داخل البيت أولا.


حوار الأديان :


ثم تطرق الحوار إلى محور حساس يتعلق بحوار الأديان وشرعية مشاركة الشيخ فيه؛ حيث يتحفظ كثير من العلماء على هذه المؤتمرات الحوارية لما فيها من محظورات شرعية , ومن ذلك ما جاء في البيان المشترك لحوار مدريد من أن إلهنا واحد , فاعترض البعض على هذا اعتراضا شديدا. لكن الشيخ ذكر أن الله قال في كتابه ” قولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم و إلهنا و إلهكم واحد ونحن له مسلمون ” .

فالحوار واجب شرعي ” وجادلهم بالتي هي أحسن ” ” ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ” ؛ و الجدال هو الحوار ” قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله “. وكل هذا في النهاية دعوة إلى الحوار والسلام ودرء المفاسد , وهي من مقاصد الشريعة الهامة .


بين السلفية والصوفية :


ومن المحاور الجميلة ما استند إلى ما قد ذكره العلامة يوسف القرضاوي في ثنائه على العلامة بن بيه من أنه يجمع بين “السلفية و الصوفية”. فالمفهومان كما يراهما الكثيرون لا يوجد بينهما أرضية مشتركة كافية للترويج بمبدأ الجمع الذي ذكره القرضاوي.

لكن الشيخ ذكر أنها حرب مصطلحات تغفل كثيراً عن ما يدخل فيها من المضامين . فالصوفية قد استعملها العلماء في الصدر الأول , ولم تكن تتضمن شحنة من شأنها أن تنفر الآخرين , بل كانت تدل على الزهد وعلى الإقبال على الآخرة والسمو في الأخلاق , وهذا كله من صميم الإسلام . والله سبحانه وتعالى يقول ” وذروا ظاهر الإثم وباطنه “, فإن كانت الصوفية تبحث عن باطن الإثم لإزالته و تروج لمرتبة الإحسان فهذا من المطالب الشرعية , أما إن كانت كما يريدها البعض خرافات و خزعبلات وخروجا عن الدين , فهي مفهوم خاطئ لم يلتزمه كثير من الصالحين والعلماء الزاهدين الذين ينشئون الأجيال على الرحمة بالخلق وعبادة الحق.

والسلفية أيضا نحاكمها بناء على المضمون, فإن كانت عبارة عن فهم السلف أو ما كان عليه السلف, ومثل هذه الالتزامات الشرعية السامية, فلا شك أنها مقبولة . فالقاعدة انه لا مشاحة في الاصطلاح, والأصل هو المضمون الصحيح الذي يستسقي من الكتب و السنة.


المحظرة الموريتانية و عناصر التميز:


و لعل الفضل الأول في موسوعية الشيخ بعد الله تعالى يرجع إلى المحظرة, و قد أصبحت كلمة مألوفة يعرفها الناس بعد أن غزا كبار العلماء الشناقطة بلاد المسلمين كافة, فأظهروا تميزا استثنائيا في الحفظ و عزو الأقوال إلى مراجعها.

ففي المحظرة, يتحرر طلبة العلم من كل مغريات الحياة و همومها, مهادهم الأرض و سقفهم السماء الزرقاء, لا يحتاج الطالب فيها إلا إلى الهمة و الإخلاص في العمل.

ومن عناصر التميز التي سمت بقيمة المحظرة هي طبيعة العلاقة بين المعلم و طلابه؛ حيث يعيش المعلم بينهم ليأخذوا منه العلم و العمل معا. فالعلاقة على هذه الصفة أصبحت غائبة في أغلب المؤسسات و المدارس الشرعية الرسمية المتناثرة في أنحاء العالم الإسلامي, وهو ما أثر سلبا على مستوى الطالب و المعلم في تلك البلاد.

و ذكر الشيخ أن الرجل إذا ابتدأ في دراسة الفقه صعب عليه أن يكون أديبا. لكن هذه القاعدة لها شواذ كثيرة في بلاد الأندلس و موريتانيا خصوصا. و هي ميزة نادرة يجب استثمارها؛ فالفقيه إذا كان أديبا فبإمكانه أن يصبح أصوليا بارعا نظرا للارتباط الوثيق بين الفقه و الأصول و اللغة العربية. فكان لزاما على طلبة العلم الموريتانيين الاستفادة من تميزهم في جمع هذه العلوم الثلاثة حتى تنتفع بهم الأمة أكثر في ظل حاجة ملحة إلى عدد كبير من الأصوليين المتمكنين.


أبرز الإشكاليات الفقهية المعاصرة:


و نبه الشيخ في آخر محاور الحلقة إلى بعض الإشكاليات الفقهية المعاصرة, و هي أكثر من أن تحصر. فالغرب –مثلا- حين صدر إلينا السلع جاءت معها وسائل التبادل و التعاون, كما لازمتها بعض القوانين التي تحكمها و تنظم سيرها و تروجها مثل الإيجار المنتهي بالتمليك, و البيع مع غيبة البدلين, و قضايا التضخم …..إلخ. و كل واحدة منها كانت بحاجة إلى بحث دقيق لتنظيم عملها وفق الضوابط الشرعية. و من المستجدات أيضا ما يتعلق بالقضايا أو المسائل الطبية مثل: زرع الأعضاء, نقل الأعضاء من شخص إلى آخر و غيرها.

و المجلس الأوروبي للإفتاء أكثر من يتعامل الإشكاليات الفقهية في الأحكام و المعاملات. و من أشهر القضايا قضية إسلام المرأة و زوجها نصراني. فالمذاهب الأربعة تقول بالإبانة فورا أو بعد انقضاء العدة. لكن المجلس وجد أن المرأة قد تفتن في دينها حينما تجبر على ترك زوجها, فتخسر الجالية المسلمة عناصر مهمة و حيوية من وراء هذا؛ فدفع هذا بعض الفقهاء إلى البحث عن اجتهادات أخرى.

فكان من حسن الحظ أن ابن القيم و غيره قد نقلوا أقوالا صحيحة عن عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب و مجموعة من التابعيين تقول بجواز بقائها مع زوجها بعد إسلامها, فاستغل المجلس الأوروبي هذه الاجتهادات القوية ليحقق مقصدا شرعيا هاما و هو حفظ الدين. و يبقى هذا الاجتهاد غير ملزم, فمن شاء أخذ به و من شاء تركه , و هو يستند إلى شبهة, و الشبهة تنزل منزل الكراهة عند المالكيين.

و من المستجدات الفقهية قضية إثبات النسب عن طريق اليصمات الوراثية, و قد رأى بعض العلماء أن المرأة يجوز لها أن تطلب إثبات النسب عن طريق البصمة الوراثية. لكن الشيخ لم يوافقهم على اجتهادهم, فاللعان منصوص في القرآن, ثم إن الشريعة كما أنها تظهر الحقيقة فإنها تهدف إلى الستر. و هذا ما يميزها عن القانون الوضعي الذي يحصر عمله في إظهار الحقيقة دون غيره من المقاصد المهمة.

 


 

برنامج ” ساعة حوار”- قناة المجد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهدي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم إلى ساعة حوار


ينطلق المسلمون في حياتهم في كل مكان على أسس معتبرة في الغالب بل إنك تجد وبعين مبصرة المسلمين يسألون أهل العلم في كل صغيرة وكبيرة مما يدل دلالة واضحة على اثر الفتوى في صياغة وصناعة حياتهم إلا أن الملاحظ الانقلاب الشديد الذي ظهر من بعض المفتين عبر بعض القنوات الفضائية والتراشق المزعج المحزن فيما بينهم والخلل البين في بعض هذه الفتاوى والتي لم تبنى على أصول صحيحة في الفتوى فهل الفتوى خطيرة إلى هذه الدرجة وما حكم الفتوى بالنسبة للأمة ما الآداب المطلوبة للفتية هل المفتي المستبصر هو من يأخذ بالوسط في كل مسألة ما موقف الأمة من جهلة المفتين عبر الشاشات أو الصحف أو المنتديات الذين كلفوا الأمة وجروها إلى ويلات ومشاكل كثيرة صناعة الفتوى هو موضوع ساعة حوار في هذه الحلقة والذي نسعد وإياكم فيه باستضافة معالي الشيخ عبد الله بن بيه فأهلاً ومرحباً بكم فضيلة الشيخ ضيفنا يا مشاهدي الكرام تقلد عدداً من المناصب حيث عين رئيساً لمصلحة الشريعة في وزارة العدل ثم نائباً لرئيس محكمة الاستئناف ثم نائباً لرئيس المحكمة العليا ورئيساً لقسم الشريعة الإسلامية ثم مفوضاً سامياً للشؤون الدينية في رئاسة الجمهورية في موريتانيا ثم اقترح إنشاء وزارة للشؤون الإسلامية فكان أول وزير لهذه الوزارة ثم وزيراً للتعليم الأساسي للشؤون الدينية ثم وزيراً للعدل والتشريع ثم وزيراً للمصادر البشرية إلى غير ذلك من المناصب كما عمل أستاذاً في جامعة الملك عبد العزيز في جدة شارك ضيفنا في عدد كبير من المؤتمرات من أهمها أول مؤتمر قمة للدول الإسلامية بالرباط وأول مؤتمر تأسيسي لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة حاز على عدد كبير من الأوسمة منها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة كما شارك في عدد كبير من الندوات الفكرية والعلمية والملتقيات الثقافية والمؤتمرات في عدد من دول العالم الإسلامي والغربي ضيفنا نال عدداً كبيراً من العضويات فهو عضو في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وعضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد والهيئة الخيرية العالمية الإسلامية بالكويت وعضو مؤتمر العالم الإسلامي في كراتشي والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والمجمع الفقهي الهندي وهو نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسعد بتواصلكم معنا يا مشاهدي الكرام عبر هذا الموضوع صناعة الفتوى من خلال أرقام الهواتف التي تظهر لمشاهدينا الكرام من داخل وخارج المملكة تباعاً للحديث عن أطر هذه القضية ضمن تفصيلات أسعد بتواصلكم عبر أرقام الهواتف والبريد الالكتروني ومنتدى ساعة حوار وعبر رسائل الهاتف الجوال فقط أهلاً ومرحباً بكم مرة أخرى مرحباً بكم فضيلة الشيخ اسمح لي أولاً أسأل عن الصناعة هذه الصناعة في الغالب لما نقول صناعة معنى ذلك أن هناك صانع يشكل الأشياء حسب قدرته هل تريد من كون صناعة الفتوى أن المفتي هو الذي يشكل هذه الفتوى أم أن لك رؤية أخرى فيها يا شيخ

الشيخ عبد الله  :

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً هذا العنوان أردت من خلاله أن ألفت الانتباه إلى أن الفتوى شيء مركب وليست شيئاً بسيطاً وبالتالي فهي صناعة في اللغات العربية نفرق بين صنع وعمل العمل عم قد يكون شيئاً مركباً وقد يكون شيئاً ساذجاً لكن الصناعة هي شيء دقيق وبهذا استعملت في القرآن الكريم في قضية الربانيين والأحبار والله سبحانه وتعالى قال 🙁 لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62) لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63) ) المائدة وسماه قالوا يعملون وهؤلاء يصنعون فالصناعة شيء دقيق والفتوى هي صناعة بمعنى أنها ليست شيئاً ساذجاً ليست شيئاً بسيطاً بل هي شيء مركب لأن الفتاوى تتركب من ماذا من نازلة أو واقعة تقع نسميها نحن الواقعات واقعات تقع هذه النازلة تحف بها كل ظروفها التي تشد المفتي لاعتبار ظروفها الزمانية ظروفها المكانية ظروفها الموضوعية حتى الشخص نفسه صاحب النازلة كل هذه الظروف تحف بهذه النازلة من الزمان والمكان والشخص صاحب النازلة ومن وقائع هذه النازلة وتفاصيلها كلها يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أضف إلى ذلك الحكم ما هو حكم النازلة الدليل زالفة للدليل ما هو الدليل الذي ينطبق على هذه النازلة هل هو دليل من الأصلين المشعين الكتاب والسنة أو الأصلين المعرفين أي الإجماع والقياس أو الأصول الأخرى الدليل والحكم والنازلة من يتصرف في هذا ويسمى المتصرف ويسمى المستثمر يسميها الغزالي رحمه الله تعالى يسميها المستثمر والذي يستثمر هذه الحالة يستثمر هذه الوقائع هو يقول الصناعة الحقيقية ليصل في النهاية إلى الفتوى .

 

المقدم :

يعني كأنك تشير إلى خطورة هذا الأمر يعني أنا أفهم أن معالي الشيخ يقول أن الفتوى خطيرة وبالتالي ما كنا نسمعه من تراث سلف الأمة في الهروب من الفتوى لدلالة خطورتها بينما الآن تسارع عليها

الشيخ عبد الله  :

نعم صدقت هو هذه سلفها خطورة كبيرة على الأمة لأنه جاء في الحديث المرسل عند الدارمي وعند أبو جعفر أجرئكم على الفتوى أجرئكم على النار وهي نار بالنسبة لمن لا يتعاطاها بحقها فهو سيضل الناس وبالتالي ترى بعض العلماء تضمين المفتي بعضهم تضمين المفتي إذا لم يكن أهلاً بعضهم تضمين المفتي إذا كان أهلاً بالأنفس التي يهلكها والأموال التي يودعها والأمة التي يحملها على كتفه كل هذه العناصر تجعل تضمين المفتين الذي قرأه الشيخ العلامة ابن القيم عن السرائيلي وأقره أيضاً المالكية بالنسبة إذا انتصب غير المؤهل وأن الإمام عليه أن يضرب على يده وأن يمنعه كما قال في سبيل بني أمية فالفتوى لها خطورتها الكبيرة على الناس


المقدم :

طيب بس أمر على مسألة التضمين لأنها قضية مهمة وعندي فيها مجموعة من المسائل أود أن أؤخرها هي جزء من الخطورة لكن اسمح لي معالي الشيخ قبل هذا حكم الفتوى بالنسبة للأمة هل الفتوى بالنسبة للأمة لآحاد الأمة مثلها لعموم الأمة مثلها للعلماء

الشيخ عبد الله  :

هي الفتوى فرض كفاية يعني الأمة عليها أن توجد من يقوم بالفتوى لأنها تحتاج إلى من يترجم عن الله سبحانه وتعالى حيث عبارة القرار وحيث عبارة صاحب تكليف المنهج الذي قال إخباراً للفتوى كل من يترجم الحكم إلزام كنائب له أما ابن القيم فقال إنه وزير الموقع فهو وزير الموقع عن الله سبحانه وتعالى  الأخر قال هو كالمترجم بمعنى هو متقارب ومتلاصق


المقدم :

صحيح طيب لو تسمح لنا أن نعود لأكثر من أربعين أو خمسين سنة في الوراء عندما يعني بداياتكم فقي الاهتمام بهذه القضية ولقاءكم بعدد من العلماء مثل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله كان هناك مجموعة من التحركات بينك وبينه رحمه الله في تأسيس بعض مجامع الفتوى والاهتمام بهذه القضايا خلينا نرجع لهذه القضية التاريخية كيف كانت بداياتها ثم أخذ التفصيل لو سمحت

الشيخ عبد الله  :

هو في الحقيقة أنا التقيت بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمة الله التقيت فيه عندما كان في الجامعة الإسلامية وكنت حاج في سنة سبعة وستين قديماً سبعة وستين هذا لا يردني شاباً يعني بعد ذلك تكررت اللقاءات كل ما جئت إلى المملكة من خلال زياراتي للمملكة المتعلقة بظروف عملي وبوظائفي التي كنت أشغل البلاد والعلاقات لكن كانت علاقات جيدة ومتابعة كنت ألتقي بالشيخ وأزوره يعني لأنه كان قمة في الفضل وبدون مجاملة له هو ولا مجاملة لأحد كان قمة في الفضل والرعي والزهد أيضاً ثم بعد ذلك أصبحت عضواً في رابطة العالم الإسلامي لما تفرغت بالعمل السياسي في المجلس الأعلى وهو يرأس المجلس الأعلى من خلال المجلس كنا نلتقي ومن حين لأخر نذهب إليه في بيته لتناول الغذاء كما العادة


المقدم :

ولمست الاهتمام بالجانب الجماعي في الفتوى منه  

الشيخ عبد الله  :

هو بالنسبة لهذه الناحية لا أعرف عنها شيئاً كثيراً هو طبعاً هناك المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي الذي يرأسه الشيخ عبد العزيز رحمة الله عليه وهناك أيضاً المجلس الأعلى هو يرأس مجالس الرابطة وبالتالي هو يهتم بكل هذه الأمور


المقدم :

طيب في آداب الفتوى تفضلتم معالي الشيخ بذكر مجموعة من آداب الفتوى في كتابكم الذي هو تحت الطبع في صناعة الفتوى من أولها النية

الشيخ عبد الله  :

هذه الآداب التي ذكرها الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقال أن المفتي يحتاج إلى النية ليكون على كلامه نوراً لأن النية تصلح العمل وبالتالي هي مقدمة ضرورية إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه عمر رضي الله عنه


المقدم :

أنت تتوقع أن لها اثر في الفتوى يعني ما لها علاقة بين المفتي وربه ما لها اثر في ذات المفتي

الشيخ عبد الله  :

نعم هو أراد أن يفتي فاستشعر النية واستشعر الرهبة من الله سبحانه وتعالى ومن شأن هذا أن يحثه على النظر ولا يسارع إلى الفتوى فكثير من العلماء كان يتهرب عن الفتوى فالمالكي قال الفتوى أهرب منها ومن يحسدني عليها أرجوا أن يبتليه الله بها فكثير من العلماء كانوا يخافون من الفتوى والصحابة كانوا بعضهم يرد الفتوى إلى البعض الأخر يعني ما لم تتعين على الإنسان فهي في الحقيقة بلية


المقدم :

الحلم والوقار ثاني هذه الآداب التي ذكرتها

الشيخ عبد الله  :

نعم مسائل الإمام أحمد رحمه الله تعالى أن يكون حليماً وقوراً هذه صفات خلقية وصفات نفسية يتحلى بها من شأنه أن يخرج هذه الصناعة أن تخرج ناضجة خلاف إن كان فيها طيش ونزق فمن شأن ذلك أن يؤثر على عملها وأن يؤثر على فتواها وأن يؤدي إلى شيء من الحقد أو التعصب لأن التعصب عدو للحق لأن الإنسان إذا تعصب من شان ذلك أن يحمله على أن يؤيد مذهبه وذلك بالحق


المقدم :

أن يكون قوياً على ما هو فيه وعلى معرفته

الشيخ عبد الله  :

نعم القوة أيضاً على الفتوى مهمة الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه يحيى ) ييَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ( مريم (آية:12) فالعلم يحتاج إلى قوة قوة نفسية قوة يعني كما قلنا الشجاعة الأدبية فعلى الإنسان أن يعلن رأيه يقول ما يرى أنه الحق يكون قوياً في الحق ليس خراراً فهذه هي القوة


المقدم :

والكفاية من العيش أيضاً ذكرتها

الشيخ عبد الله  :

الكفاية من العيش ذكرها الإمام أحمد رحمه الله تعالى حتى لا يرضاه الناس لأنه إذا لم تكن له كفاية من العيش فقد يزعجه الناس وبالتالي قد ينساق في حالة من حالات الضعف الإنساني ليفتي هذا بما يراه حسب ما ارتأى أحد علماء المالكية ذلك الأمير في الأندلس بأن يعتق رقبة نعم وفتواه صحيحة لكن يحيى ابن يحيى أفتى بأن يصوم شهرين متتابعين إذا جمع حتى رمضان حتى يزعجه وحتى يعني كانت فتواه من الناحية الفقهية ليست صحيحة


المقدم :

يعني لأن أيسر على الأمير أن يعتق

الشيخ عبد الله  :

يعتق رقبة في سبيل شهوة فرجه عنده رقاب كثيرة وبالتالي وبعضهم أفتى أيضاً ببيع الحبوس في الأندلس لأمير حتى للحاكم لأن هذا إن لم يكن الإنسان في كفاية من العيش فمنن شأن ذلك أن يجعله ضعيفاً أمام الإغراء المادي


المقدم :

معرفة الناس ماذا أراد منها الإمام رحمه الله

الشيخ عبد الله  :

معرفة الناس مسألة في غاية الأهمية وأنا أعتقد أنها مربط الفرس لأنه بمعرفته للناس يعرف حيلهم والتحايل على المفتي لأن الشخص قد يقدم لك قضية بصيغة وبأسلوب ويجعلك تتبنى موقفاً من هذه القضية ليس صحيحاً لأنه نتيجة مبنية على مقدمات هذه المقدمات ليست صحيحة فإن لازم المقدمات بحسب المقدمات أتي النتائج هي بحسب المقدمات وبالتالي معرفة الناس ضرورية شيء أخر هو لأنك إذا عرفت الناس عرفت الوقائع التي يتعاملون بها عندك الآن سندات البورصات يعني هذه الأمور يحتاج الإنسان إلى أن يعرف فيها الناس ما هي الحيل التي يمارسها التجار والباعة ليصلوا بها إلى كسب أو إلى ربح أو إلى أكل أموال الناس بالباطل كل هذه الأمور ضرورية للمفتي ولهذا كان أبو حنيفة كان بزازاً كان تاجر وكان يعرف أمور التجارة فتوسع في هذه القضايا لأنه كان يعرفها فإن لم يكن يعرفها فعليه أن يستعين بمن يعرفها كما قال مالك رحمه الله تعالى يستعان بأهل الصنائع في صنائعهم حتى يحقق المناط ولهذا مجامع الفقه لها نتائج إلى متخصصين في الاقتصاد متخصصين في الأمور الطبية متخصصين في مختلف العلوم والتي تعرض علينا وبالتالي نحتاج إلى تحقيق المناط فيها ونحتاج إلى تشخيص القضية لأنها الخطوة الأولى قبل أن تنظر في الحكم أن تشخص القضية جيداً


المقدم :

جيد تسمح لي اقرأ عليك ما تفضل به سماحة مفتي الديار المصرية سماحة الدكتور علي جمعة في الأسبوع الماضي صرح وشن هجوماً على المفتين في الشاشات الفضائية يقول وجه انتقادات حادة لانتشار الفتوى عبر الفضائيات من قبل غير المتخصصين في العلم الشرعي أو غير المؤهلين للتصدي للفتوى لدرجة حولت الفتوى أحياناً لمشروع تجاري عبر رسائل إلى الجوال أو الفضائيات وأنتقد أيضاً سماحة مفتي الديار المصرية من يبحثون عن القضايا المحسومة لإحداث الأزمة والجدل والخلاف والبلبلة بين الناس ومن ذلك من يقومون بالبحث عن فتاوى قديمة ويضربون بها فتاوى جديدة أو نحو ذلك وضرب سماحة المفتي أمثلة القضية التي تهمني هو فعلاً هذا الزخم الهائل في الفضائيات والذي جعل سماحة مفتي مصر يتحدث عنها بهذا الغضب الشديد الواضح أصبح الآن بعض المفتين في الفضائيات مع الأسف يسببون بلبلة للناس كثيراً ما رأيكم سماحة الشيخ

الشيخ عبد الله  :

هو كلام صحيح جداً كلام فضيلة الدكتور علي جمعة صحيح وبكرى أنا سأكون في الكويت لأقدم محاضرة عن هذا الموضوع عن فتاوى الانترنيت يعني لأنها ندوة عملوها وكان المفروض أن أكون هناك في الصباح لكن بسبب البرنامج غيرت برنامجي وسأسافر من هنا بإذن الله إلى هناك الإشكال كبير لكن هذه هي ضريبة الوضع العالمي ضريبة التقدم والتكنولوجية ضريبة وسائل المواصلات ووسائل الاتصال هذه ضريبة علينا أن نتحملها علينا أن نحاول بشيئاً من الإبداع وشيئاً من العبقرية حتى نحيد هذه الفتاوى الضارة وهذه النبتة الفاسدة حتى نحيدها وبالتالي حتى نبقي على الصالح وأن نزود عن كل ما ينفع الناس في الأرض


المقدم :

لكن أحسن الله إليكم فيما يتعلق إذا وجد في الأمة مفتين جهلة ما الموقف سواء من الحكام أو من عامة الناس يعني هل لنا موقف ممكن يعني مثل الذي في الانترنيت أنت تشير معالي الشيخ إلى هجوم شديد على الانترنيت وعبث بل بعضهم يعني سبب مشاكل وويلات للأمة ما موقفنا

الشيخ عبد الله  :

هو في الحقيقة علينا أن نزجر هؤلاء بقوة الدليل والحجة لأن الزجر الآن بغير ذلك يعني أصبح نوعاً من العبث يعني ماذا تصنع معهم ناس يشتغلون في سراديب يشتغلون في كل مكان يعني حتى الدول الكبرى يعني لم تستطع الآن السيطرة على الانترنيت فأنت ستجابههم بالحجة كان الشيخ الإسلام ابن تيمية كان شديداً على هذا النوع من المفتين فقال له شخص يوماً هل أنت محتسب على الفتوى قال سبحان الله يكون على الأسواق محتسب ثم لا يكون على الفتوى محتسب ماذا يعني


المقدم :

يعني ترى ضرورة الرد أيضاً أن لا تترك مثل هذه الفتاوى تعبث بالأمة

الشيخ عبد الله  :

هو يعني فرق بين ما انتشر وما لم ينتشر الفرق بين الفتوى التي تهم العموم وتهم الجمهور مع أن كل الفتاوى مهمة لأنها تتعلق بحكم شرعي ويجب أن لا نترك أحداً ليقول على الله ما ليس بحق


المقدم :

طيب اسمح لي أن أخذ مجموعة من الاتصالات ثم أعود لمواصلة الحديث معكم أبدأ بالدكتور محمد بن عبد الله الخضيري مرحباً بكم يا دكتور محمد تفضل

المتصل :

السلام عليكم ورحمة الله في مداخلتي هذه أحب أن أؤكد على قضية وأشار إليها فضيلة الشيخ المفتي ناطق بالحكم الشرعي ومبين عن الله تعالى وهو موقع عن رب العالمين وهذه فهمها الصحابة والتابعون وعلماء الإسلام يعني حينما فهمومها على هذا الوجه علموا شأن الفتوى ولم يدخلوا فيها ولم يتجاسروا عليها بل الأمر حقيقة كما قال عبد الرحمن بن أبي ليلى كلمة عظيمة جداً يقول تركت مائة وعشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما منهم رجل يسأل عن شيء إلا وأبدى أن أخاه كفاه ولا يحدث حديثاً إلا ود أن أخاه كفاه وأبو داوود رحمه الله يقول لا أحصي ما سمعت عن الإمام أحمد يسأل عن كثير مما فيه الاختلاف فيقول لا أدري وقصة الإمام مالك رحمه الله حينما وردت عليه أسئلة كثيرة من المغرب فأجاب عن بعضها وقال عن الباقي لا أدري فقال السائل ماذا أقول لمن ورائي والذي أرسلني قال قل لهم مالك لا يدري فكانوا يمرون إلى خلاص أنفسهم قبل أن يخلصوا السائل وحقيقة إذا كان هذا حال القوم في الفتوى الفردية الخاصة فماذا يكون الوضع في فتاوى أحكام يسمعها الملايين من البشر عبر الفضائيات والإذاعات وحقيقة كم هي مسؤولية المفتي على ذلك وإذا كنا في هذا الوقت الذي يعني غاب أو غيب الموت عدد من أئمة الفتوى الكبار من علمائنا الأجلاء هنا في هذه البلاد وفي عدد من البلاد الإسلامية إلا أننا لا زلنا والحمد لله ولا نحبط أو نيأس فيه والحمد لله في الساحة الفقهية علماء أجلاء وباحثون متميزون سددوا وكفوا جزءً كثيراً من النقص في قضية العلم الشرعي وقضية الفتوى ويسلكون مسلك التفصيل ومقابل هؤلاء أيضاً فقد كثير أخيراً بكل أسف نماذج من فتاوى ومفتين عبر عدد من وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات التي ضعف فيها التأصيل العلمي يعني فتاوى ضعف فيها التأصيل العلمي ورد المستفتي بالدليل ومنها ما هو واضح أنه يتقصد الرخص بمنهجية غير منضبطة بل بدعوة التيسير أحياناً وهذه القضية تحمل ما لا تحتمل وتفهم على غير وجهها الصحيح الذي يقول ربيعة ابن أبي عبد الرحمن كلمة عجيبة ذكرها عنه ابن القيم يقول استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم ويقول بعض من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السراق فكيف يشير البعض كما تفضل الشيخ قضايا معلومة محسومة يشغلون عن أهل الفتوى ويتحدثون فيهم وللأسف ك له حمى وسياج وحصن في كافة التخصصات أما نجد الفتوى فيتحدث فيها من لا يعرفها ينطق بما لا يعرف من أي متخصص ومن أي كاتب بل ويحاكم ويخاصم ويتحدث عن المفتين وفي قضية فتوى المجمع الفقهي في قضية الزواج مع إسقاط حق النفقة وبعض الفتاوى المرادفة معها كم حصل لها من كلام ومن تعليق ومن همز ولمز من أشخاص لم يعرف لهم وضع في العلم الشرعي ما خبو فيه ولا وضعوا بل لا يعرف لهم مقام قوي في دين الله تعالى إذاً لا بد حقيقة من حصانة يعني من أهل العلم فيما بينهم من الروابط الفقهية التي تساعد كثيراً على هذا الأمر يعني نقطة أخيرة من باب الرحمة واليسر والسماحة فلا بد من إدراك أنه إذا وضح الحكم الشرعي بدليل صحيح فيسمى اليسر والرحمة وبالتالي اليسر والرحمة وصف للشريعة في أصولها الاستدلالية وفي تطبيقاتها الواقعية ولهذا كان من منازل ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين ( الفاتحة (آية:5) تعظيم الأمر وهذه قضية عظيمة جداً لو كان يفطنها كل متحدث في القضايا الشرعية وخصوصاً الفتوى تعظيم الأمر والنهي وهو أن لا يعارض الأمر والنهي بترخص جافٍ ولا بتشدد غالي ولا بعلة من الموقيات وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان إما إلى تفريط وإضاعة وإما إلى إفراط وغلو ودين الله تعالى وسط بين الجافي عنه والغالي فيه بختام كلمتي يعني كم تحتاج الفتوى عامة وفي الفضائيات خاصة إلى ضوابط منهجية من خلال رابطة للمفتين تسعى إلى تضييق مساحات الاختلاف في بعض القضايا المهمة التي يسأل عنها الناس يومياً ومن جانب أخر كم هي مسؤولية الإعلام بقنواته الصحافة وإذاعة وقنوات عامة مسؤولية كبيرة في انتقاء المتميزين للفتوى المؤهلين من خلال يعني القوة العلمية والأمانة والديانة وما أكثرهم والحمد لله وفي الختام أشكركم على هذه الحلقة والسلام عليكم


المقدم :

شكراً دكتور محمد معي الدكتور علي بن حمزة العمري أيضاً من السعودية دكتور علي تفضل أهلاً بك

المتصل :

حياكم الله وبارك فيكم بسم الله الرحمن الرحيم حياك الله أبا ياسر وحيا الله سماحة شيخنا العلامة عبد الله بن بيه على حضوره فقد كان قبل أيام في بريطانيا يناقش قضايا المسلمين ويفتي على أجوبتهم وغداً في الكويت واليوم عندكم فنسأل الله أن يطيل عمره على حسن عمله نقطة أبا ياسر في مسألة الدعاة والفتوى هناك طبعاً الدعاة كلهم على خير إن شاء الله وينبغي أن نثق بهم جميعاً ولكن البعض دخل اليوم في دائرة الفتوى وقدم جانب المصالح على النصوص الشرعية الواضحة فعندما تنقل له بعض فتاوى العلماء يقول هؤلاء العلماء يعني نحن ننظر في الأمور والعالم ربما لا يعرف ما يجري في الواقع فيقللون من حال العلماء وكأنه لا دور لهم ولا معرفة لهم بما يجري في الساحة فتقدم عندهم مسألة المصلحة على مسألة النص الشرعي وعندما يناقشون في مسألة المصالح فلا تجد عندهم لا تتبع للنصوص ولا استقراء للأحكام الجزئية ولا معرفة أدوات التعليل فكل هذا غائب عن بعضهم فيفتون مباشرة ويفعلون ببعض الأمور المحرمة الواضحة بحجة المصلحة


المقدم :

ممكن نفهم أكثر

المتصل :

يعني مثلاً البعض من الدعاة رأيناهم في وسائل الإعلام يتصورون مع النساء وهم لا يرتدون الملابس المحتشمة صور يعني عادية جداً للذكرى فتسأل هذا الداعي ماذا يقول حتى النساء يستفدن من هذا اللقاء أو يكون عندهم ذكرى طيبة وأمثال ذلك من الأمور التي يسأل عنها الناس جزئية أخيرة بالنسبة للدعاة يعلق عليها سماحة شيخنا عبد الله حفظه الله أن هناك بعض الدعاة لم يسمعوا ولا يعرفوا ما يدور في المجامع الفقهية وخاصة الأوروبية وما يجري فيها من مستجدات العصر فإذا ما صدرت فتوى هناك وأنا قد حدثت بعض العلماء قبل يومين عن فتوى صدرت من المجمع الأوروبي للإفتاء وقلت له الرأي الذي استند إليه المجلس قال هذه الفتوى غريبة ولا أعرف أن أحد قال بها فعندما ذكرت له ما نقله المجلس من فتوى كبار الصحابة وبعض التابعين فاستعجل أنه ما أظن أنه يقال بها فلماذا لا يسمع البعض ما يجري في المجالس الفقهية ويثق بكبار العلماء ويظن فيهم ظناً خير ويسأل الله سبحانه وتعالى لهم التوفيق وأن يستمع إلى الأدلة التي قالوها حتى نجمع الدعاة وكما قلت كلهم على خير شاكراً لك هذا الاستماع


المقدم :

شكراً يا دكتور اسمح لي قبل ما استعرض ما تفضلوا به خصوصاً الدكتور محمد يمكن كان في نفس المحاور التي نتحدث عنها وقال أنهم يقدمون خلاص النفس الدكتور محمد الخضيري يقول يقدمون خلاص النفس على خلاص السائل في الفتاوى الفردية فكيف بالعموم التي تنتشر على الفضائيات ووسائل الإعلام وتكلم عن ضعف التأصيل العلمي والذي ينطلقون بدعوة التأثير وهم لا يفهمون هذا المعنى وبالتالي ممن عندهم تأصيل فضلاً عن أن ينطلقوا بالتيسير

الشيخ عبد الله  :

الذي تفضل به الدكتور محمد الخضيري والدكتور علي نشكرهم على ما تفضلا به وأود أن أقول أني اتفق مع ما ذكرا والقضية تحتاج إلى تفصيل في الحقيقة التيسير قد يكون مرجحاً من المرجحات وذكر ذلك الأصوليون واختلفوا في المراجيح عند التعارض بين الدليلين فبعضهم قال يرجحه بالشد بناءً على حديث ابن عمار ابن عماراً كان يقدم الأشد في حياته وإن كان هذا الحديث لفظه فيه اضطراب هل هو الأرشد أو الأشد أو الأسد مع أن التيسير ورد فيه أحاديث كثيرة وردت فيه نصوص قرآنية ) يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ( البقرة (آية:185) ) وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ( الحج (آية:78) ) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً ( النساء (آية:28) يسروا ولا تعسروا ما خير النبي صلى الله عليه وسلم  بين أمرين إلا اختار أيسرها ما لم يكن إثما يقول الشاطبي أن ترك الإيمان سهل لأن الإثم ترك وليس عملاً فإذا وجد تعارض بين الآراء أو تعارض بين الأقوال أو تعارض بين الأدلة المعتبرة فإن جانب اليسر


المقدم :

فرق بين الآراء والأدلة إذا وجدت الأدلة خلاص

الشيخ عبد الله  :

حتى الأدلة يكون بينها عارض


المقدم :

نعم لكن هذا تعارض بين الأدلة لكن المقصود لا يوجد عند الرأيين دليلين

الشيخ عبد الله  :

نعم هو التيسير لا يكون من فراغ بمعنى المصلحة التي تفضل عنها الدكتور علي بأن يقول هذه المصلحة المصلحة ليست دليلاً مستقلة المصلحة إنما تكون دليلاً بضمينة شيء أخر وبالتالي المصلحة تكون دليلاً مقصدياً إذا اعتمدت على مقصد ضروري بمعنى الضروريات الخمس النفس والماء الدين والنفس والمال والنسل والعقل إذا اعتمدت هنا يعتمدها مالك لأن الصحابة اعتمدوها كدليل مثلاً عمر رضي الله عنه لما أوقف جزءً من حد الزاني البكر الحديث فيه جلد مائة وتغريب سنة إذا غرب شخصاً نفاه التحق بأرض العدو حينئذ رأى أن المحافظة على دين هذا الشخص عوذاً من المحافظة على حد الجزي أوقفها عند حدي الجزي وقال علي رضي الله عنه كفى بالنفي شتاتاً فتعاملوا حينئذ مع المقصد الكلي إلى جانب الدليل الجزئي هذا تعامل دقيق يحتاج إلى وزن وإلى ميزان صحيح لكن بعض الناس قد يخطئ وأنا قلت مرة أحاول أن أسدد وأرتب للمجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء ميزان الفقيه يجول طوراً إلى طرف فيفرط أو يضيع يعني المسألة تحتاج إلى وزن حتى لا نفرط ولا نضيع لذلك عثمان رضي الله عنه لما باع الضال للإبل ووضعها في بيت المال لأن الزمن خربت والديانة خفت وبالتالي رأى أن هذا من السداد وقال فيه الأصل 


المقدم :

وعمل فيها في المملكة في فترة مضت عملت بهذه الفتوى المملكة لما حصل من الإبل تسيب وصار في حوادث في الطرق فضمت

الشيخ عبد الله  :

صحيح هذه مصلحة شرعية معتبرة وعثمان رضي الله عنه أيضاً لما فرق تماضر الأسدية من عبد الرحمن بن عوف الذي طلقها في مرض كان ذلك مراعاة لنقيض القصد والمألات وعلي رضي الله عنه لما ضمن الصناع هذه الأمور ليست بدعاً لكنها تحتاج إلى ميزان تحتاج إلى صانع تحتاج إلى خفاف كما سماها ابن رشد الحفيف قال إن الذي يحفظ النصوص مثل شخص عنده خفاء يبيعها لكنه لو أتاه شخص قدمه لا يوافق خلاص ما باعه شيئاً فلا بد أن يكون خفافاً يجيد صناعة الخف حتى يستطيع أن يقدم لكل شخص ما يحتاج إليه


المقدم :

طيب في هذا السياق لو سمحت لي وأنت تتحدث عن التيسير بين يدي مجموعة من القضايا التي سبق أن تفضلتم بها أنت تقول بأن المفتي المستبصر هل هو أولاً هذا سؤالي قبل ما أقرأ عليك هل هو كل من يأخذ بالوسط في كل مسألة أنت ذكرت في معرض لقاء أجري معكم معالي الشيخ أن الوسط صعب تعريفه جداً وصعب أن نحدده ثم قلت إذا أردنا أن نتعامل على صعيد عملي نقول أنها توازن بين الثوابت والمتغيرات بين الماضي والحاضر في الزمان بين الكليات والجزئيات الوسطية قد تكون دقيقة إذا لاحظناها من زاوية المبادئ والتطبيقات لنوضح هذا المفهوم ثم نقلت كلاماً عن الشاطبي وغيره الآن الذي ينادى به هذه الوسطية وهذا التيسير هو الذي جر بعض المفتين كما قال الدكتور محمد الخضيري قبل قليل إلى أن يبحثوا عن التيسير ويضيعوا التأصيل العلمي الشرعي

الشيخ عبد الله  :

صدق هي مسألة التأصيل العلمي مسألة صعبة هو كما يقول المثل الغربي حكمة تؤخذ من غير حكيم يقولون أن النقد سهل لكن الفن صعب يعني أن تكون فنان يعني عندهم


المقدم :

لا بالعكس أنا أؤيد هذا النقد السهل في مجتمعاتنا

الشيخ عبد الله  :

لكن التوسط هو قيمة وهذه قيمة في ديننا يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى أن الدين واسطة بين التقصير وبين الغلو ويقول ابن عباد أن النفس دائماً طموحة إلى الاهراق أو التفريط فالوسطية يعني قيمة ذكتها أمثلة من القرآن الكريم عندما يقول الله سبحانه وتعالى ) وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ( الفرقان (آية:67) ويقول سبحانه وتعالى ) وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ( الإسراء (آية:110) هذا السبيل وهذا القوام هو الوسط ) وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ( الإسراء (آية:29) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول القصد تبلغ فهذا القصد وهذا القوام وهذا السبيل هو عبارة عن الوسطية لكن كيف نتعامل مع هذا الوسط أمامك ثلاث مدارس يقول الشاطبي ثلاث مدارس المدرسة الأولى هي مدرسة تأخذ بظواهر النصوص ولا ترى في المعاني متمسكاً والمدرسة الثالثة أقول الثالثة لأني سأرجع إلى الثانية هي مدرسة تقول ببواطن النصوص ولا ترى في الظواهر متمسكاً وبالتالي تبتعد عن النصوص والمدرسة الوسط هي التي تأخذ بظواهر النصوص وتأخذ من المعاني أيضاً بالمقاصد الكبرى الجزية وهذا هو الميزان لأن الفقه هو علم أنا أقول لطلبتي لا يمكن لشخص أن يدخل في مختبر كيمياء ثم يتعامل معه وهو جاهل والفقه كذلك لا يجوز للإنسان أن يمتطيه بدون بردعة لا يجوز لشخص أن يرتجل فقيهاً يرتجل نفسه فقيهاً زعيماً يفتي هذا أمر ليس صحيحاً الفقه هو عمل وصناعة وتعامل بمعنى التكلف تعامل يحتاج إلى معرفة الجزئيات والكليات إلى ميزان يزن به الجزئيات والكليات حتى يعرف وحتى تتضح الطرق وتتضح السبل له وبالتالي حتى يفتي على بصيرة وبينة من علمه


المقدم :

جميل أنا عندي مجموعة من القضايا للإخوة والأخوات في المنتدى استطعت حاولت جاهداً أن أنقلها من خلال المحاور ولذلك يعذروني إخواني أنني لن أذكر صاحب كل قضية لكن بين يدي مجموعة من القضايا الآن أعرضها على الإخوة ولعل المخرج أيضاً يتكرم بعرضها سآخذها واحدة واحدة من خلال هذه القضايا هذا سائل يقول هل الفقه يحصل بمجرد القدرة على مراجعة المسألة من مظانها أم لا بد من معرفة المسائل على وجه التحقيق ويحتاج إلى معرفة أصول معينة معالي الشيخ وهذا أيضاً سؤال قريب منه هل يمكن أن يكون الإنسان المطلع القارئ الذي يستطيع أن يحضر مجموعة من الدروس ويقرأ مجموعة من الكتب حتى يكون مفتياً إلى غير ذلك من المسائل

الشيخ عبد الله  :

هو هذه المسألة غاية في الأهمية لأن المتصرف في الأدلة وفي الوقائع هو المفتي وبالتالي شدد العلماء الأوائل طبعاً في زمن الصحابة المفتي الأول في زمن النصرانية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من الله سبحانه وتعالى الله أفتى الناس فيقول ) قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ ( النساء (آية:176) ) وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَآءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ ( النساء (آية:127) فالله سبحانه وتعالى يفتي على لسان نبيه والنبي صلى الله عليه وسلم يفتي ومن باب من أفتى يقول البخاري الفتية على الدابة الفتية بالإشارة باليد كل ذلك يكون قضايا فتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه الكرام وكان المفتين من الصحابة معروفين لما لهم من الثقة والعلم والورع والسابقة في الدين لكن بعد ذلك احتاج العلماء إلى أن يضعوا صفات المفتي أولاً كان عن طريق التزكية الإمام مالك رحمه الله تعالى كما تفضل الدكتور محمد الخضيري بالإشارة إلى مواقفه من الفتوى يقول ما أفتيت حتى شهد سبعون شيخاً لي محنكون وعمائم تحت حنكهم علامة قال ذلك لأن المقاصد يعني الإمام مالك أفتى فقال أجسرت عليها والله ما أفتيت


المقدم :

عشرين سنة يفتي عمره عشرين سنة ويفتي الآن

الشيخ عبد الله  :

نعم ما أفتيت حتى شهد سبعون شيخاً لي وقال للشافعي أفتي فأمر الشافعي بالفتوى لكنه منع بالنقاش فكانت تعتمد على الشهادة ثم أيضاً بعد ذلك بدأ العلماء يعدون الخصال يقول إمام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى في كتابه البرهان المفتي هو مناط الأحكام وملاذ الخلائق في ترتيل الحلال والحرام وقد عد أبو إسحاق أربعين خصلة يجب أن تتوفر فيه ليكون مفتياً ويضع الخصال التي تعرفونها المتعلقة بالعلم بالكتاب والسنة وعلم أحوال الرجال نقلة الحديث


المقدم :

ربما نأتي عليها أيضاً في سياق الحلقة

الشيخ عبد الله  :

وجواباً على ما يذكر لا يمكن أن يكون بمجرد الاطلاع على بعض المسائل لا يدري إن خصصت في مكان أو وجدت في مكان أخر يعني وخبايا الزوايا كما سمى أحدهم كتابه يعني أمور لم ترد فيها أرباب لكنها في باب أخر خبئ في باب أخر ودار ارتياض طويل على الفتوى أن يرتاض الإنسان .

 

المقدم :

طيب تسمح لي أخذ مجموعة اتصالات ثم نعود لمواصلة هذه القضية معي مجموعة من الاتصالات أبدأ بفضيلة الدكتور عبد العزيز الفوزان دكتور عبد العزيز أهلاً ومرحباً بك تفضل فضيلة الدكتور

المتصل :

أولاً يعني أستاذ فهد اسمح لي أن أهنئك على هذا النجاح لهذا البرنامج المبارك ثم أشكر فضيلة الشيخ على جهوده المباركة وعلى رأسها حقيقة جهوده في مجال فقه القليات والهم مشترك حيث أنني أعمل على هذا المشروع منذ سنوات وأتمنى أن يكون بيني وبين الشيخ تواصل في هذا الحقيقة الموضوع الذي تتحدثون عنه غاية في الأهمية خصوصاً في ظل الفضائيات القائمة والصحف التي تمتلئ بالفتاوى والمواقع في الانترنيت من جهات عديدة ليس لها ضابط مع الأسف في كثير من الأحيان حقيقة فضيلة الشيخ أنه يعني لا يخلو زمان ولله الحمد من قائم إلا بحجة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من الناس على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأمر الله وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام قد حسنه جمع من العلماء يحمل هذا العلم من كل خلف عدول وينفون عنه تحريف المغالين وامتحان المبتلين وبغي الجاهلين أما ما أشار إليه فضيلة الشيخ من حكم الفتوى فهي كما ذكر أنها فرض كفاية والعلماء نصوا أنه ما لم يكن في البلد واحد أو مجموعة لا تحصل الكفاية إلا بهم فإن الفتوى تكون فرض عين عليهم والآن حقيقة لو تأملت في واقع بلاد العالم الإسلامي كلها لا تكاد تجد بلداً فعلاً سدت لهذه الحاجة على أكمل وجه فأقول كل القادرين على الفتوى من المتعين عليهم أن يقوموا بهذا الواجب أن لا يبخلوا على الناس ما أكرمهم الله من العلم أما ما أشار إليه فضيلة الدكتور محمد الخضيري وعلق عليه أيضاً فضيلة الشيخ عن خطورة الفتوى بلا علم هذه أيضاً الحقيقة مهمة جداً ويأتي في هذا قول الله عز وجل ) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ( الأعراف (آية:33) يقول هذا التفسير إن الله عز وجل رتب هذه المحرمات والمنكرات العظيمة من الأخف إلى الأغلظ وجعل أغلظها وأشنعها القول على الله بلا علم حتى أغلظ من الشرك قالوا لأن ما قيل على الله بلا علم هو اكبر من الشرك من زعم بأن لله ولداً ولأن الشرك يقتصر ضرره في الغالب على صاحبه بخلاف القول على الله بلا علم أو ما يتعداه إلى غيره ولهذا كثر كلام العلماء رحمهم الله في التحرير من القول على الله بلا علم حتى قال القاسم المحمد ابن أبي بكر رضي الله عنه لما سأل عما سلف قال لا أحصيهم فكرر عليه السائل قال لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي والله ما أحسنه وروى أبو عمر ابن الصلاح بسنده كما ذكر ابن عبد البر رحمه الله عن أحمد ابن حنبل قال قال الشافعي قال مالك قال محمد ابن عدنان إذا أغفل العالم لا أدري إذا أصيبت مقاصد يقول هذا إسناد جليل عزيز جداً لاجتماع أئمة المذاهب الثلاثة أحمد والشافعي ومالك رحمهم الله أجمعين وأبو الحسين رحمه الله يقول قولته المشهورة التي يعرفها كثير من الناس يقول أن أحدكم ليفتي في المسألة ولو عرضت على عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر ورأى رجل ربيعة عبد الرحمن يبكي فقال ما يبكيك قال استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم ولبعض من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السراق وكما يقول بعضهم أيضاً وهي كلمة حقيقة معبرة جداً يقول أشقى الناس من باع أخرته بدنياه وأشقى منه من باع أخرته بدنيا غيره وأحب حقيقة أن أؤكد على قضايا مهمة جداً في بعض أخطاء المفتين المتعالمين مع الأسف وهي مهمة في هذا الموضوع المطروح من الأخطاء حقيقة التي انتشرت بكثرة التسرع في الفتوى قبل التثبت وتصور الواقعة وقد تجد كثيراً من بعض طلاب العلم يتسرع في الفتوى قبل أن يتصور الواقعة خصوصاً إذا كانت من مسائل الأقليات المسلمة أو من بلاد أخرى غير المعروفة فالواجب حقيقة أن يتثبت ويتصور الواقعة قبل أن يفتي فيها وأذكر شيخنا العلامة محمد ابن عثيمين رحمه الله كنت وقت وجوده في أمريكا اتصل عليه كثيراً ربما في الأسبوع مرة أو مرتين وإذا أتيت في الإجازة الصيفية أتي محملاً بكم من الفتاوى أذكر رحمه الله أنه لا يفتي في مسألة حتى يسألني بالتفصيل عن الواقعة حتى يتصورها تماماً كأنها بين عينه ثم بعد ذلك يفتي رحمه الله من الأخطاء الفادحة الكبيرة وقد أشار إليها فضيلة الشيخ قبل قليل تتبع الرخص والأخذ بالأخف واليسر والأسهل وهذا مع الأسف أصبح الآن منهجاً لبعض المفتين المشهورين مع الأسف الشديد بل ناقشت أحدهم وأنا أعتبره من المشايخ الكبار ونستفيد من علمهم لكن مع الأسف عنده هذه القناعة أنه إذا اختلف العلماء في مسألة فلا بأس أن تأخذ باليسر والأخف منها والعلماء حقيقة حذروا من هذا أشد التحذير فدين الله عز وجل ليس بالهوى ولا بالتشهي والأخذ بالرخص وتتبع الأسهل واليسر هو من التلفيق في دين الله عز وجل ومن هذا كان ابن القيم رحمه الله يقول لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع بك الشر كله يقول ابن عبد البر رحمه الله تعليقاً على هذا هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً وقال إسماعيل القاضي ما من عالم إلا وله ذلة ومن جمع ذلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه إذاً ما من عالم حقيقة قديماً أو حديثاً إلا وله شذوذ وزلات في مسألة أو مسائل عديدة فمن أخذ بالشواذ فقد شذ عن الإسلام والله عز وجل تعبدنا بحكمه وناسب ما قاله سبحانه وقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بقول فلان أو فلان ولهذا قال الله سبحانه وتعالى مبيناً القاعدة في حال الاختلاف ) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ( الشورى (آية:10) وقال ) فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ( النساء (آية:59) ولم يقل خذوا بأي القولين


المقدم :

فضيلة الدكتور لعل هذه أخر نقطة الله يحفظك

المتصل :

نعم لو سمحت لي بنقطة أخيرة يقابل هذا الأخذ بالأغلظ والأشد بكل شيء والأمر كما قال سفيان الحسيني رحمه الله إنما العلم عندنا برخصة من ثقة أما التشديد فكل أحد يحسنه بقيت نقطة لو سمحت يا شيخ فهد اسمح لي أن أختم بها وهي من الأخطاء الكبيرة أيضاً وأنا أيضاً واجهت شيئاً عجباً في هذا الباب من بعض طلاب العلم المبتدئين أن تجد بعضهم يأخذ بنص واحد في المسألة ويجهل بقية النصوص التي تقيد مطلقها أو تخصص عامة أو تنسخها ثم إذا قلت له هذا الكلام غير صحيح قال لا ما أتيت به من جيبي هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لكن الذي قال هذا الكلام المطلق أو العام والذي قيده وخصصه في مقام أخر أيضاً العلماء رحمهم الله كانوا يقولون لا يجوز للمفتي أن يفتي حتى يرى أو يعرف رأي العلماء الآخرين غير علماء بلده أيضاً ولهذا يقول بعضهم من لم يعرف اختلاف الفقهاء فليس بفقيه بل قالوا فلا تعدوه عالماً ويقول أبو العطاء الخرساني رحمه الله لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالماً باختلاف الناس فإنه إن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يده .


المقدم :

أحسنت شكراً يا دكتور أشكر الدكتور عبد العزيز الفوزان شكراً لاستضافتنا للدكتور معي الدكتور وليد الرشودي من السعودية دكتور وليد أهلاً وسهلاً بك

المتصل :

أهلاً بك وبمعالي الشيخ عبد الله أنا حقيقة لن أطيل عليك شيخ فهد وسوف أتي على النقاط وسوف أبدأ من قبل أن ينتهي الشيخ عبد العزيز الفوزان وهي قضية تتبع الرخص ونحن كلنا نعلم أن القاعدة المشهورة أن من تتبع الرخص للفقهاء كما يقولون وهذه خطيرة على دين المفتي قبل أن تكون على المستفتي وأنا أريد أن أذكر أيضاً بالفتوى حيث أن بعض أهل العلم أدرجهم في قول الله عز وجل ) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ( الزمر (آية:60) وأنه نص على جريمة مفتونة بغير علم ونحن نرى اليوم من الأمور التي تحزن وأوجه سؤالي إلى معالي الشيخ خطورة الهجوم على رأي الجمهور وعدم الاعتزاز به وكأنه يساوى بالأقوال الأخرى وقد سمعنا جمع من مشايخنا رحمة الله على الأموات وحفظ الله الأحياء أنه غالباً أن رأي الجمهور ما يكون موثقاً إلى الدليل وأقرب إلى الصواب ونحن نرى اليوم الجرأة على مثل التجرؤ على رأي الجمهور وعدم الاعتزاز به الأمر أيضاً المحزن أن نرى القراءة الاسقاطية للنص وعدم كما ذكر الشيخ قبل قليل العلم بالخلاف والناسخ والمنسوخ هذا أمر عظيم أنا أريد إن سمحت لي باقتراح على برامج الفتوى التي تذاع عبر الفضائيات وهو أن المفتي أن يقدم في مقدمة الحلقة خطورة السؤال والجواب وأنه ليس أن يقول الجواب الذي يسمعه المستفتي قطعياً في الجواب وإنما هو ما بدا للمفتي وقد يكون أن يفوت عليه ما هو أصوب منه لأنه بشر وفوق كل ذي علم عليم ومن الأمر المهم أيضاً توقير العالم وأنه حينما العالم يفتي بفتوى قد لا يوفق فيها للصواب ليس معنى هذا أنه يسقط حقه وأن يغيب جهده في تبيين العلم للناس وإنما أن يكون عنده جرأة في الحلقة التي بعدها وأن يقول أنا أخطأت في المسألة الفلانية والصواب أن يكون كذا وكذا وقد رأيناه في مشايخنا الكبار وهو معروف في محل الدرس فيمن يعلم وكذلك أنا أريد أن أبين في خاتمة قولي أن الناس يغترون بمن يكتب الله تعالى له شيئاً من القبول ظهور في الفضائيات أو في المحاضرات ويكون خلفه جمع من الناس فيأتي من أخر القافلة فيكون هو المستفتى فأنا مثلاً وليد الرشودي طالع في فضائية ونظر إليه جمع من الناس تجد مباشرة يتحول إلى مفتي بقدرة قادر يا إخوان هذا أمر خطير فكيف مباشرة يتحول مثل هذا الرجل إلى مفتي ويجب أن نميز أن ما بين المفتي يعني له آلياته وله أموره وله علمه في النصوص ولذلك أنا أنصح كل من مّن الله عليه وخرج في الإفتاء أن لا يفتي إلا بدليل وأن لا يختصر الجواب بقوله يجوز أو لا يجوز وإنما يعود الناس على الدليل وأن يبين لهم أن المحجة وأن الأمر وأن التعبد لله تعالى هو بالدليل قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين أما إن تجرد جوابه عن الدليل فإنه وإن استمر فسوف يسقط يوماً من الأيام ولا يعتبر بقوله ولو أخذنا إلى من يمر على الدرب وسمعنا فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد ابن عثيمين تجدها لا تخرج إلا بالدليل رحمة الله تعالى عليه ونرجو الله أن يوفق الجميع وشكراً لك أخي الكريم


المقدم :

شكراً للدكتور وليد شكراً لكم جميعاً بعد الفاصل نواصل حديثنا مع معالي الشيخ عبد الله بن بيه بإذن الله ابقوا معنا أهلاً ومرحباً بكم مشاهدي الكرام مرة أخرى مع صناعة الفتوى وضيفنا معالي الشيخ عبد الله بن بيه مرحباً بكم معالي الشيخ مرة أخرى اسمح لي أن أمر على نقاط أنتم تحدثتم عنها في كتابكم الذي سيطبع قريباً وهو جزء مما تحدث عنه بعض الإخوة تكلمتم عن التطور الذي حصل في صناعة الفتوى الذي لم يعد المجتهد المطلق بل المقلد الناقل معه خليني أربط هذا الكلام بما تفضل به الدكاترة قبل قليل وأتحدث أيضاً عن خطورة الفتوى هذه تكلمنا عنها ما تفضل به الدكتور عبد العزيز أخطاء بعض المفتين هذا جزء من هذه النقلة تعليقكم

الشيخ عبد الله  :

بسم الله الرحمن الرحيم الحقيقة ما تفضل به الإخوان هو في غاية الأهمية فضيلة الدكتور عبد العزيز الفوزان ويسرني أنه يشتغل بفقه الأقليات الذي هو فقه يحتاج إلى كثير من الصناعة لأن أوضاعهم أوضاع ضرورات وأوضاع حاجات وبالتالي أوضاع يؤثر فيها الزمان كثيراً وعندما نقول الزمان هو أهل الزمان لأن الدهر ما الدهر إلا ليلة ونهارها وإلا طلوع الشمس ثم غيارها لذلك عندما نتحدث عن الزمان نتحدث عن أهل الزمان وهذه الأقليات والحقيقة تحتاج إلى كثير لا أقول أقول من التفلت والانحلال لكن من الرخص كما تفضل ولهذا قضية الاختلاف قضية مهمة اختلاف العلماء كما جاء في الحديث المنقطع أنا أقول منقطع لأنه ليس ثابتاً باختلاف أمة رحمة الذي رواه البيهقي في سند منقطع عن ابن عباس وذكره الحليمي وإمام الحرمين وغيرهما هذا الاختلاف كما يقول الأحناف كلما كان الاختلاف أكثر كانت الرحمة أوفر هذا له وجه وهو أنه كما قال عمر ابن عبد العزيز من سلك طريقاً فقد سبق إليها وبالتالي لم يبتدع شيئاً من نفسه ولهذا يجب أن نستثمر اختلاف العلماء في القضايا المتجددة لأن هذه القضايا أكثرها ما فيها حرج ودخلت على الناس في البيوت تأتي كل الناس بوقت واحد وأمر هي حرج أيضاً صحيح هو يجب على الإنسان أن لا يقول إلا بعلم لا تقولوا لما تصف ألسنتكم كيف هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ( يونس (آية:69) هو كيف قرر الله سبحانه وتعالى ولم يرد عليه الضمير بل أظهره حتى يظهر أن هذا من باب الكذب لكن الاختلاف في مشارع الظنون وفي القضايا التي ليست من القطعيات هذا أمر معتبر وبالتالي على الفقيه أن يكون بصيراً في هذا الاختلاف صحيح العمل بالقول الراجح هو الذي يراه الجمهور كما قال في مراقي الشعور تقول رؤية الشق هو ترجيح أو جبل أخلى به الصحيح لكن أبوك الباقلاني وعمل به أباه القاضي وبه الظن يكون القاضي يعني إذا كان فقط القضايا مسالة ظنون هنا يتدخل المقصد الشرعي قد يكون الشيء صحيحاً بالأمس وبالتالي راجحاً في الأمس لكنه اليوم مرجوح


المقدم :

إذاً عدم وجود الجرأة على ذاك الرأي كما تفضل الدكتور وليد في الرد والاستهانة برأي الجمهور مثلاً

الشيخ عبد الله  :

لا هو رأي الجمهور صحيح مثل عندك الرمي مثلاً في الليل أكثر العلماء يرون أن الرمي هو في النهار لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم لكن هناك من يرى أيضاً الرمي في الليل وبالتالي يمتد وقت الرمي إلى هذا الوقت هذا القول زائد الأوضاع الموجودة زائد الواقعة هما الصناعة والعنف والتعب والمشقة والعنت هنا الفقيه يتدخل ويتعين هنا الأخذ بالقول بالرجوع لأن قول المرجوح ليس علياً على الدليل هنا هذه المسألة في غاية الأهمية علينا أن ننتبه إليها قد تكون أقوال العلماء متضاربة وبالتالي أنا أيضاً أتحفظ على من يأخذ من الدليل مباشرة أقول أنا متكلم باسم الكتاب والسنة فيأتي بشهود للأمة هذا تدويل الفقه مر بثلاث مراحل المرحلة الأولى مرحلة الرواية والمرحلة الثانية مرحلة التدوين وهذا حصل في عهد الصحابة في نهاية القرن الأول بدأ التدوين بأمر من عمر ابن عبد العزيز تدوين الحديث المرحلة الثالثة هي مرحلة تأصيل الفقه وهي التي بدأت مع نهاية القرن الثاني مع كتابة الشافعي لرسالته ولهذا قال بعض العلماء للأول سمع ولسان فقد جمع وللسان فقه معتمد ومن ثم لم يبقى سوى إتباع ما دون السالف بالإجماع الذي يقول هذا أخذته من الحديث تحتاج إلى شهود معك أن هذا الحديث ليس منسوخاً أن هذا الحديث ليس مخصص أن هذا الحديث هو من النبي الإمام أحمد يقول إياكم والغرائب بالحديث والغرائب التي لا عمل عليها فهذه الأمور في الحقيقة مذلة أقدام ومدحضة أفهام أنا أرى أن الطريق الأمثل هو أن نتعامل مع الناس بأن نعودهم كما قال أعتقد الدكتور وليد الرشودي بأن نعودهم بذكر الدين ومعناه أن المفتي لا يفتي بدون أن يختار دليلة نقول هذه المسائل اختلف فيها العلماء على أوجه فمنهم من قال كذا ومنهم من قال كلام مستند وهذا كلام مستند يعني هذا العالم الآن عالم جماهيري عالم فيه ما يسمى بالعولمة وبالتالي انشر الفقه الصحيح بدليله بأدلته الأصولية اللقنية والعقلية وبالتالي هنا نثقف الجماهير وهذا ما نعمل به في المجلس الأوروبي نذكر الدليل وأنا قلت لهم يجب أن لا نكون من الباباوات يعني تذكر فقط تقول الناس عملوا لا اذكر الأدلة يعني لولا الدليل ولولا الإسناد إذا قال من شاء شاء


المقدم :

معالي الشيخ ذكرتم أن الاختلاف يتسع صدر الإنسان فيه كلما زاد علمه وذكرتم أن الضيق سببه عدم معرفة اختلاف العلماء وأن الحق وهو يرى أن الحق واحد لا سبيل للاختلاف

الشيخ عبد الله  :

الدكتور عبد العزيز الفوزان ذكر هذا وقال بعضهم أن ما علم في الخلاف لم يشمله الفقه وقال أحدهم تعلموا الخلاف يتسع صدرك


المقدم :

طيب اسمح لي أيضاً أن أرجع إلى ما كتبتموه في كتابكم أنتم قلتم بأنه يعني هذا سؤال يطرح ما دام أنهم اتفقوا على أصول الأخذ بالكتاب والسنة والإجماع والاجتهاد ورجحتم أيضاً وذكرتم أقوال الصحابة رحمهم الله في الأخذ بالآحاد وأكدتم على هذه القضية وأن من ردها قوله غير صحيح ومع ذلك اختلفوا ذكرت أن من أسباب الاختلاف اختلاف في دلالة اللفظ في أدلة مع مقولة النص ترجع إلى المقاصد ووسائل الثبوت للنص في ترتيب الأدلة كيف يمكن للمفتي أن يلم بهذه الأطراف بهذا الزمن يا شيخ

الشيخ عبد الله  :

هو العلماء تنازلوا بعد ذلك ليجعلوه مقلداً بمعنى ذهب ابن حنبل به خمس طبقات خمس مراتب للإفتاء يعني مرتبة المحققين الكبار الذين إذا حققوا لا يعدلوا عن قولهم لأنه هو الراجح ثم هكذا يعني فيها أربع طبقات في الفتوى يعني تقليد الرجال ليس عيباً لمن لا يعرفه دليلاً بكامله بمعنى أنه كما يقول الشاطبي له إلمام بمقاصد الشريعة بكاملها والشاطبي أكد على هذا وله أيضاً معرفة بدلالات الألفاظ عندما يكون الاستنباط من النص ولا يرجع إلى معقول النص فهذه الأمور يحتاج إليها المفتي إذا كان مجتهداً المجتهد طبعاً لا بد أن يكون عارفاً بكل ذلك ولكن فقط أن يكون له إلمام ولكن معرفة كاملة باللغة العربية وبالكتاب والسنة وبأصول الفقه أساساً بأصول الفقه وبالفقه حتى يعرف مواضع الإجماع ومواقع الاختلاف لكن غير المجتهد وهو المقلد هذا عليه أن يعرف أقوال العلماء أيضاً ويقدم أقوال العلماء هم أهدى سبيلاً وأقوى مقيلا فإذا لم نلتزم بشيء من المذهب الجد معنى ذلك أننا نجعل الفتوى شيئاً مباحاً ومصدراً متاحاً لكل أحد لصاحب الانترنيت وهذا الذي جرأ كل واحد كما تفضل يأتي بالحديث ويقول لك أنا وجدت حديثاً وجدت قولاً وجدت شيئاً لا نلزم الناس بالدليل نحفز الناس ثقافة نعود الناس على أنها صناعة ولها مختصون كما للطيران مختص هذا أيضاً الفقه له مختصون وليس كلام مباح


المقدم :

المذاهب الأربعة معالي الشيخ لا تختلف في المصادر التي تأخذ بها جزماً لكن الاختلاف في ملامح الاجتهاد فقط

الشيخ عبد الله  :

طبعاً المذاهب كلها تأخذ من الأصلين المنشأين الكتاب والسنة والأصول الأخرى بمعنى الأصول المعرفة أنا أسميها معرفة بمعنى أن الإجماع يعرف على وجود مستند على قول الجمهور والقياس أيضاً يعتبر علة معرفة ثم أصول أخرى كالمصالح المرسلة وسد الذرائع والاستحسان وهذه أخذ كل فريق من العلماء بنصيب منها فأبو حمزة أخذ الاستحسان ومالك في المصالح المرسلة ومالك وأحمد في سد الذرائع والنظر إلى المآلات هذه يعني أدلة على الفقيه أن يستحضرها لأنه قد في ظاهر الأمر قد تكون القضية واضحة لكن في مألات هذه القضية تكون مألاتها ليست على ما يرام فعليك دائماً أن تستحضر في ذهنك ما هو مآل هذه الفتوى هل هذه الفتوى ستهلك الأنفس ستقتل الذرية ستضيع الأموال على الفقيه أن يعرف هناك قضايا سياسية مفتي الانترنيت الآن هو يعتبر نفسه سياسياً يفتي بكل شيء كما قال الإخوة لا يتوقف لا يقول لا أدري كما تفضلوا مالك أتته أربعون مسالة فأجاب في ست مسائل فلما ألحوا عليه قال أنا أتيت بأفريقيا لعالم المدينة قال قل لهم عالم المدينة لا يدري وكان يكرر ذلك دائماً وكان شديد الأخذ بالحيطة في قضية الفتاوى والخوض بذلك إذاً هذه الأصول لا بد من إتقانها إتقاناً كاملاً لمن يريد أن يفتي وأن يلتزم بذكر هذه المذاهب هذه المذاهب إن شاء الله حق


المقدم :

طيب معي البسطام أيضاً في المنتدى مجموعة من المسائل السريعة التي إن أذنتم لنا أن نمر عليها يسأل عن إخراج الفتاوى الجماعية في أمور الأمة العامة وهذا ما سنتعرض إليه يسأل عن ما يسمى بالفتاوى الشخصية أو الخاصة يقول أن بعض الناس يعرف عن عالم معين فتوى في مسألة ثم إذا رجعت إليه قيل أن هذه فتوى خاصة لشخص هل يمكن هذا يوجد أن تفتي لشخص ولا تفتي لعموم الناس

الشيخ عبد الله  :

هو تشخيص الفتوى أو ما سماه الشاطبي في تحقيق المناط في الأشخاص له أصل حديث أبي ثعلبة الخشني الذي رخص له النبي صلى الله عليه وسلم قال كل من الصيد لو أكل منه كلب مع حديث علي ابن حاتم قال كل ما أفنيته ولا تأكل ما أرميته يقول أبو حمزة الغزالي رحمه الله تعالى هذا يدل على أن أبا ثعلبة كان فقيراً يحتاج إلى صيد والأخر كان أميراً فالفرق بين الأمير والفقير كذلك في قضايا تحقيق المناط في الأشخاص ذهب العلماء فيها مذاهب كثيرة الفتوى يجب أن تكون عامة لكن أحياناً قد تكون خاصة بسبب حالة شخص معين وبالتالي على المفتي أن يعلم ذلك وعليه أن يعرف مألات الأمور والمألات هذه صعبة يقول الشاطبي في هذا المجال إنه مجال صعب المورد إلا أنه حلو المذاق محمود الغضب جاري على مقاصد الشريعة .


المقدم :

اسمح لي بأسئلة سريعة معالي الشيخ فيما تبقى من وقت ألا ترون أن الأخذ بالتوسع بالأخذ بالمقاصد يمكن أن يجر إلى التوسع في الخلاف أم هذا غير صحيح

الشيخ عبد الله  :

المقاصد مرتبطة بالأدلة وشؤون الفقه وأنا رميت من يقول بأنها خارج الفقه رميته بالفند وأظهرت أنها كالروح بالجسد وكالمعدود في العدد إذا ضبطناها بأدلة أصول الفقه قد تنضبط إذا لم نضبطها بأدلة أصول الفقه لا تنضبط فنكون من المدرسة الثالثة التي لا تعتبر بالنصوص وإنما تعتبر بالبواطن


المقدم :

قلتم معالي الشيخ أن فتاوى أهل زماننا بحاجة إلى التأصيل على ضوء أصول فتاوى الأولين انطلاقاً من مجموع الضوابط والشروط التي وضعها العلماء في العصور الأولى هل يمكن هذا أن تضبط هذه الأمور وفقاً لرأيكم أحسن الله إليكم

الشيخ عبد الله  :

هو من خلال عملي بالمجمع الفقهي عضو المجمع الفقهي الدولي وعملت فيه طويلاً ومن خلال العمل في هذه المجامع ظهر أن كثيراً من الذين يمارسون الفتوى ويمارسون البحوث لا يهتمون كثيراً بتصنيف الفتاوى وبالتالي أنت تريد أن تجتهد اجتهاد مطلق قول لا بصراحة قل هذه المسألة أنا لا أريد أن أجتهد بها أنا أخالف المذاهب الأربعة ولا حرج في ذلك بأدوات الاجتهاد إذا كنت مقلداً وليست لديك الأدوات ولا تقدم من خلال الأدوات المعروفة ولا الآليات المتفق عليها فقل إني مقلد وهذه المسائل لا نص فيها مالك على كذا ونص فيها أشهب أو ابن القاسم أو الخلال أو أحمد أو فلان وهذا ضروري


المقدم :

أحسن الله إليكم أيضاً الفتوى الجماعية متى يتم إحيائها في عالمنا الإسلامي متى ترون أنها بدأت

الشيخ عبد الله  :

هذه جيدة مهمة جداً يعني هو هيئة كبار العلماء في المملكة هذه فتوى جماعية واللجنة الدائمة للإفتاء وكافة المجامع الفقهية مثل مجمع البحوث في مصر والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمجلس الأمي للبحوث والإفتاء هؤلاء كلهم أحيوا سنة الفتوى الجماعية وكانت القضية قديماً موجودة كان الصحابة يتشاورون كل ما نزلت قضية يقع تشاور قضية كبرى كقضية الخراج


المقدم :

يعني ما تخصص إلا بالقضايا الكبرى ويش المسائل التي ينبغي أن تخرج بها الفتوى الجماعية

الشيخ عبد الله  :

هو أحدهم قال لمالك لما تلكأ مالك سئل عن مسألة مالك كان يقول لا حول ولا قوة إلا بالله كلما سأل عن مسألة فقال له رجل هذا خفيف فقال له مالك الله سبحانه وتعالى يقول ) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلا ( المزمل (آية:5) وتقول أنت هذا خفيف العلم والإخبار عن الله ترجمته عن الله توقيعه عن الله هذا أمر ليس خفيفاً أبداً وعلى الإنسان أن يتلكأ به ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على أنفسنا حقيقة وأن لا ننطلق في هذه الفتاوى كما قال الإخوة بشيء من السرعة والدعاة كما قال الشيخ علي خلطوا بين الدعوة وبين الفتوى هذا أمر قد لا يكون مطلوباً


المقدم :

هل يمكن استقصاء مرجعية الفتوى في العصور الحاضرة معالي الشيخ نضع مرجعية ولا ما يمكن

الشيخ عبد الله  :

هو مرجعيته تبرز يعني صحيح علينا أن نضع مرجعية وأن نثق بالمرجعيات كالإفتاء وإدارة الإفتاء والإرشاد والمجامع الفقهية لكن مع ذلك المرجعية من خلال ممارسة ومن خلال الارتياض ومن خلال تعامل الناس فيظهر الحق ولذلك قال علي رضي الله عنه الرجل لما قال تقول أنك على حق وفلان وفلان على الباطل قال إنك رجل ملبوس عليك اعرف الحق تعرف من يأتيه اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال فهذه المرجعية تدعو إلى استبصار أن نبصر العامة أن نقدم لهم أسس الفتوى حتى يتبصروا حتى يرجعوا إلى من يسعفهم إلى الطبيب الماهر وإلى المهندس المعماري الجيد أما إذا ولى العوام على جماعة من أمرهم فإن هذه المرجعية ستظل غائبة وبالتالي كل واحد يرتجل نفسه ويقول أنه مرجعية وأنه مجتهد وأنه مالك أو الشافعي


المقدم :

ذكرتم معالي الشيخ من الشروط بالنسبة للفتوى الإيمان الواسع بكل جوانب الموضوع ومن هنا نعطي فرصة لكل الخبراء دون إفراط في منحهم وظيفة الفتوى لكن ما نعطيهم وظيفة الفتوى وهذا الحقيقة قضية جداً هامة

الشيخ عبد الله  :

هذه قضية من خلال الممارسة الحقيقة أنا رأيت بعض رجال الاقتصاد يعملون مع أهل المجامع الفقهية ويفتيا بهم هنا يقدمون لنا الفتوات يقولون يا أخي توقف عند دورك أنت دورك تحقيق المناط وتشخيص القضية ووظيفتك ليست أن تصدر فتوى


المقدم :

أيضاً الاهتمام بالمقاصد الشرعية أكيدة ومهمة لكن دون تغييب النص الشرعي حتى لا يفهم هذا

الشيخ عبد الله  :

أبداً هو تعامل بين الجزئي والكلي وهنا يظهر فقه الفقهاء وفطنة الفطناء أن يكون الإنسان على دراية بالتعامل بين الكلي والجزئي وهذا أعتقد أنه المشكلة الكبرى لأن كثيراً من الناس عندهم ظاهرية حقيقة يعملون بظواهر النصوص بدون أن يعيروا اهتماماً بالكليات وهذا مخالف لفقه الصحابة الصحابة كانوا ينظرون للكلية وللجزئية فتارة يرجح الكلي بناء على مصلحة ويذهب القول القوي إلى إجازة أقول ولا يحال إلى التقاعد أما القول الضعيف بالشروط الثلاثة المالكية وهو أن لا يكون شديد الضعف وأن يعرف قائله وأن تدعو إليه مصلحة حقيقية هنا القول الضعيف يتصدر ليزحزح القول القوي مؤقتاً لأن الوقائع تغيرت وبالتالي تغير معها


المقدم :

يعني انتشر بعض الأمور أو نسبت إليكم معالي الشيخ مثل إباحة إمامة النساء هل صحيح هذا أو هو من باب الكذب عليكم

الشيخ عبد الله  :

من باب الكذب علي أقول ذلك بصراحة ما قلت هذا أبداً أنا قلت ما يذهب إليه جماهير العلماء أنه لا يباح وأنا مع جماهير العلماء ذكرت خلاف من خالف وبالتالي أنا منهجيتي أنا أكتب أقوال العلماء ولا أنكر منها شيئاً أنا أقول فلان قال كذا وفلان قال كذا لكن الذي أقول به هو ما عليه جماهير العلماء هذا أمر واضح


المقدم :

على كل حال نسال لكم التوفيق وأن يجزيكم خيراً وأن يوفقكم وأن يسددكم معالي الشيخ نذكر لكم إتاحة الفرصة للاستضافة نلقاكم بخير بإذن الله شكراً شكراً لكم أنتم مشاهدي الكرام كان معنا معالي الشيخ عبد الله بن بيه تحدثنا عن صناعة الفتوى أشكر لمعالية أشكر لكم أنتم طيب المتابعة تحية عطرة من فريق البرنامج الذين يودعونكم بنهاية هذه الحلقة لتوقف يسير في فترة الصيف صيف سعيد مليء ببرودة من نوع أخر بها متعة وثقافة وخير للجميع دمتم في رعاية الله وحفظه شكراً لطيب متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 * منقول من (موقع قناة المجد)